إنتقال للمحتوى

Change

صورة

خلجـــات .. من ,, عمــق الـــروح ..


  • من فضلك قم بتسجيل الدخول للرد
25 رد (ردود) على هذا الموضوع

#26
قلب الأمة

قلب الأمة

    عضوية الامتياز - جوهرة الواحة

  • العضوية الماسية الخاصة
  • 7893 مشاركة
  • Interests:رحلة ثبات ..!
:

..:: ألـم × ألم × ألم يحطــمه الأمــــل يا خـالـد ::..


عدت بعد إرهاق الدوام .. ثم..

خرجت أحمل آمـالي معي .. بصحبة جدتي و والدتي إلى ......



مكان .. أهلـه لا يرجون إلا ربا ً واحدا ً ...

أرض .. هي موطن الألم ..

أرض لا نشتم في هواءها إلا رائحة الأسى ، و أصوات الأنين ..

و عيون مرساها السماء تتطلع لرحمة الرحيم !


مكان .. بمجرد ولوجي إليه تأخذني انتفاضة جسد و روح و عين !



قالت والدتي :

لندخل من البوابة الفرعية !


قالت جدتي :

بل الأخرى أقرب لغرفة العنــــــــاية المركزة !

سنصعد منها ثم نتجه للمر الفلاني .. ثم ... و أخذت تصف الممرات !


ثم تنهدت جدتي و قالت :


أخلف الله علينا بالخير !

فقد حفظنا كل الممرات و عرفنا حتى أدق الأماكن في المستشفى !

فــ سنـــة و نصف نتردد عليه ليست سهلة و كفيلة أن تجعلنا نسبر كل الأروقة فيه !




وصلنــا ..

و تزداد دقات قلبي ..

ترى .. كيف سأجده خلف أجهزته الصديقة ؟!

ترى كيف سأنظر لعينيه المعلقة بالسماء ؟!

ترى هل سأستطيع ملامسة كفه و جبينــه ؟ !


غرفة العناية المركزة صديقة له ..

و الممرضين و الأطباء أصبحوا أشبه بأفراد عائلتنا ..!



دخلنا دور العناية .. و بدأت أسمع أصوات الأجهزة !

دخلنا و أنا أستتر خلف أمي و جدتي .. !


و لاحت لي أطياف ذاك السرير المقيت !

كرهته بعمق !



حتى ألوان الغرفة لا تريد أن تتبدل !

هو الرمــادي بكل تدرجاته !

هو الضباب بكثافته و كتمانه على الأنفاس !



رأيته !

أشبه بـ " بقايا إنسان " !

روح تتردد !

و جسد لا يمكن أن أصفه أنه جسد !


أأنت َ خالي ؟ صديق طفولتنا الجميلة ؟

الثــلاثيني ؟

و كأنه على مشارف التسعين !




و خلف غطائي لا يجري إلا دمعي لمرآه و لحاله التي آل إليها من بعد قوة و شباب و روح نضرة !

حتى لم أستطع السلام عليه و تعريفه بي ...!


قالت جدتي :

أزيلي الغطاء و عرفيه بنفسك !

فلم أجرؤ ..

بقيت أدعو الله فوق رأسه أن يشفيه .. و كلي يقين برحمة الرحيم

و لطف اللطيف

وحكمة الحكيم !


هدأت نفسي .. ثم .. خاطبته :


خـــــــــالد ..

خـــالد ..

أنا فــلانة ... هل عرفتني ؟ !



يــــــــــــــاهـ .. ما أجمل ابتسامة المعنـّــى حين ارتسمت على شفتيه اليائستين !

هـز ّ رأسه بالإيجاب ، ففرحت ..




و هذا المشهد ...


تكرر علينا عشرات و عشرات المرات على مدى سنــة و نصف

منذ أن أراد ربي أن يكون خالي رهين المرض ليتنقل ما بين

البيت ، و المستشفى ، و غرفة العناية المركزة !


حتى في البيت ، وجوده كوجوده في المستشفى !

غرفة من البيت مجهزة كغرفة في مستشفى بالسرير الطبي و كل شيء !



:
:


ألم × ألم

تجتاح معالم كل أحبته الأقربون ..

و خاصة جدتي التي هدها التعب و العناية به !


:
:


تأملت حالنا في دنيانا ..!


كان خالي شابا ً يافعا ً مشرقا ً

و في لحظة ... سلبه ربي نعمة الصحة و هو قادر على إعادتها له في لحظة !




لكن ...


هل اعتبرنا ؟

كلنا شباب مثله...!

هل حرك ذلك في قلوبنا شيئا ً .؟

ماذا لو كنت أنا مكانه ؟

أتراني سأجد غدا ً في ميزاني ما يبيض الله به وجهي ؟!



دنيانا منعوتـة بالكدر و النقص

ونحن نعمل لها كأننا باقون فيها بلا أمد !

و ننسى أن الموت ملاقينا .. إن لم نلاقيه

(( قل إن الموت الذي تفرون منه فإنه ملاقيكم )) .. الآية



ربـــــــــــاه .. عفوك .. و مغفرتك ..

فالزلل كثير

و لطفك وسع كل شيء ..


فلا تكلنا لأنفسنا طرفة عين ..




..::: نبضة أمل :::..


<<< حين يــزداد شعورك بالألم ، تبصـر شيئــا ً يــزاحم ألمـك !

............. إنــه الأمــــــــــل ،، فافســح له .... فهو طريقك للحيــاة .... إنه اللـــه >>>



:

رحمك الله .. يا أبي , و سقى قبرك المطر !