إنتقال للمحتوى

Change

صورة

بشرى سارة ( إنطلاق جوال تدبر القرآن الكريم )


  • من فضلك قم بتسجيل الدخول للرد
869 رد (ردود) على هذا الموضوع

#426
القارورة

القارورة

    عضوة متميزة ومتقدمة

  • العضوية الماسية
  • 1824 مشاركة




نتابع الرسائل نفعني الله وإياكم بها



{ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ السَّيِّئَةَ نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَصِفُونَ }

" والتخلق بهذه الآية هو أن المؤمن الكامل

ينبغي له أن يفوض أمر المعتدين عليه إلى الله ،

فهو يتولى الانتصار لمن توكل عليه ،

وأنه إن قابل السيئة بالحسنة كان انتصار الله

أشفى لصدره وأرسخ في نصره ،

وماذا تبلغ قدرة المخلوق تجاه قدرة الخالق ؟

وهو الذي هزم الأحزاب بلا جيوش ولا فيالق " .



[ ابن عاشور ]





الشكر وقت الرخاء من أهم أسباب النجاة وقت الشدة ،

تأمل منة الله على نبيه لوط عليه السلام بنجاته :


{ نِعْمَةً مِّنْ عِندِنَا كَذَلِكَ نَجْزِي مَن شَكَرَ } .


[ د . عمر المقبل ]





سبحان من أعطى ثم أثنى ..

أعطى الله نبيه صلى الله عليه وسلم الخلق العظيم ،

ثم أثنى عليه فقال :


{ وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ }

فهو الذي زينه بالخلق الكريم ،

ثم أضاف ذلك إليه .



[ أبو حامد الغزالي ]











إلهي نجـــنا من كل ســــوء


فأنت مولانا ومولى الجــــــميع


وهب لنا في المــديـنة مستقراً


ورزقاً ثم دفناً بالبقيع








صورة






#427
القارورة

القارورة

    عضوة متميزة ومتقدمة

  • العضوية الماسية
  • 1824 مشاركة






نتابع الرسائل نفعني الله وإياكم بها



مع لطائف القراءات ( 2 ) :


أثنى الله تعالى على نبيه يوسف بقوله :

{ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ }

وقد قرئت بفتح اللام وكسرها في

{ الْمُخْلَصِينَ }

فمن فتحها فمعناه :

الذين أخلصهم الله لعبادته وكرامته ،

ومن كسرها فمعناه :

الذين أخلصوا أنفسهم ودينهم لله .

قال ابن جرير :

وذلك أن من أخلصه الله لنفسه فاختاره ،

فهو مخلص توحيده لله ،

ومن أخلص توحيده ،

فهو ممن أخلصه الله .






لطائف القراءات ( 3 ) :


{ وَمَا هُوَ عَلَى الْغَيْبِ بِضَنِينٍ }

في كلمة ( ضنين ) قراءتان متواترتان :

الأولى :

بالضاد ( بضنين )

والثانية :

بالظاء ( بظنين )

فمعنى ( الضنين ) بالضاد :

البخيل , أي :

لا يبخل بما آتاه الله من العلم والقرآن ،

ولكن يرشد ويعلم .

ومعنى ( الظنين ) بالظاء :

المتهم , أي :

ما هو على الغيب بمتهم ,

بل هو الثقة فيما يخبر عن الله تعالى .






{ وَمِنْهُم مَّن يَلْمِزُكَ فِي الصَّدَقَاتِ }

هذه الآية تكشف عن خلل في منهج النقد بدعوى الإصلاح ،

حيث تكون المنفعة الذاتية هي الباعث لذلك ،

ومحور الغضب والرضى ،

وهذا مسلك المنافقين ،

فتفقد قلبك قبل أن ينطق لسانك أو يخط بنانك .



[ أ . د . ناصر العمر ]





{ وَلَمَّا تَوَجَّهَ تِلْقَاء مَدْيَنَ قَالَ عَسَى رَبِّي أَن يَهْدِيَنِي سَوَاء السَّبِيلِ }

ففيها تنبيه لطيف على أن الناظر في العلم

- عند الحاجة إلى العمل أو التكلم به -

إذا لم يترجح عنده أحد القولين ،

فإنه يستهدي ربه ويسأله الهداية للصواب ،

بعد أن يقصد الحق بقلبه ويبحث عنه ،

فإن الله لا يخيب من هذه حاله ،

كما جرى لموسى لما قصد تلقاء مدين ،

ولم يدر الطريق المعين إليها ،

فسأل ربه ،

فهداه الله ،

وأعطاه ما رجاه وتمناه .



[ السعدي ]





{ يَا أُخْتَ هَارُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيّاً }

تدبر كيف جمع أطراف القرابة المباشرة في هذه الآية ،

لعظيم أثرهم على المرأة صلاحا أو فسادا ،

مما يقتضي أهمية التحري عن البيت الصالح ؛

لأثره المباشر :


{ وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحاً } .


[ أ . د . ناصر العمر ]











إلهي نجـــنا من كل ســــوء


فأنت مولانا ومولى الجــــــميع


وهب لنا في المــديـنة مستقراً


ورزقاً ثم دفناً بالبقيع








صورة






#428
القارورة

القارورة

    عضوة متميزة ومتقدمة

  • العضوية الماسية
  • 1824 مشاركة






نتابع الرسائل نفعني الله وإياكم بها


مع ابن القيم ( 2 ) :


{ وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ ...

أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاء مِن دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ } ؟


ويشبه أن يكون تحت هذا الخطاب

نوع من العتاب لطيف عجيب !

وهو أني عاديت إبليس إذ لم يسجد لأبيكم آدم مع ملائكتي ،

فكانت معاداته لأجلكم ،

ثم كان عاقبة هذه المعاداة

أن عقدتم بينكم وبينه عقد المصالحة ؟ .






مع ابن القيم ( 3 ) :


{ وَلَكُمْ نِصْفُ مَا تَرَكَ أَزْوَاجُكُمْ }

" تأمل تعليقه سبحانه التوارث بلفظ الزوجة دون المرأة ،

إيذانا بأن هذا التوارث إنما وقع

بالزوجية المقتضية للتشاكل والتناسب ,

والمؤمن والكافر لا تشاكل بينهما ولا تناسب ،

فلا يقع بينهما التوارث ،

وأسرار مفردات القرآن ومركباته فوق عقول العالمين .






درتان من عقد بيان ابن تيمية :

الأولى :

{ وَلَهُمْ عَذَابٌ مُّقِيمٌ } :

ففيها إشارة إلى ما هو لازم لهم في الدنيا والآخرة من الآلام النفسية :

غما وحزنا وظلمة قلب ،

فللكفر والمعاصي من الآلام العاجلة الدائمة ما الله به عليم ؛

ولذا نجد غالب هؤلاء لا يطيبون عيشهم إلا بما

يزيل العقل ،

ويلهي القلب ،

من تناول مسكر ،

أو سماع مطرب ،

ونحو ذلك ..

تابع الدرة الثانية في الرسالة التالية .







الدرة الثانية :

وفي مقابل ما حكاه الله عن الكافرين ،

قوله في المؤمنين :


{ أُوْلَـئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللّهُ }

فإن الله يعجل للمؤمنين من الرحمة في قلوبهم ،

وغيرها ،

بما يجدونه من حلاوة الإيمان ويذوقونه من طعمه ،

وانشراح صدورهم للإسلام ،

إلى غير ذلك من السرور بالإيمان ،

والعلم ،

والعمل الصالح ،

بما لا يمكن وصفه .



[ ابن تيمية ]






{ وَلاَ تَسُبُّواْ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللّهِ

فَيَسُبُّواْ اللّهَ عَدْواً بِغَيْرِ عِلْمٍ }


تأمل في عقول المشركين كيف وصل بهم

التعصب الأعمى للمخلوق إلى ذم الخالق ؟

وما أشبه الليلة بالبارحة فيما يفعله

بعض مبتدعي زماننا لأسيادهم


{ أَتَوَاصَوْا بِهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ طَاغُونَ } .


[ أ . د . ناصر العمر ]












إلهي نجـــنا من كل ســــوء


فأنت مولانا ومولى الجــــــميع


وهب لنا في المــديـنة مستقراً


ورزقاً ثم دفناً بالبقيع








صورة






#429
القارورة

القارورة

    عضوة متميزة ومتقدمة

  • العضوية الماسية
  • 1824 مشاركة



نتابع الرسائل نفعني الله وإياكم بها


الأسماء الحسنى ( 6 ) :


إذا تتبعت اسم

( الرب )

في القرآن وجدته قد ارتبط

بخمسة أسماء من أسماء الله الحسنى فقط ،

وهي :


( الرحمن ، الرحيم ، الغفور ، الغفار ، العزيز )

وفي " مدارج السالكين " 1/35

بيان لشيء من حكم هذا الارتباط .






الأسماء الحسنى ( 7 ) :



الواحد الأحد :

فهو

" الذي توحد بجميع الكمالات ،

وتفرد بكل

كمال ،

ومجد ،

وحمد ،

وحكمة ،

ورحمة ،

وغيرها من صفات الكمال فليس له فيها

مثيل ولا نظير،

فهو الأحد في

حياته ،

وقيوميته ،

وعلمه ،

وجلاله ،

وجماله ،

وغيرها من صفاته ،

موصوف بغاية الكمال ،

فيجب على العبيد توحيده :

اعتقادا ،

وقولا ،

وعملا ،

بأن يعترفوا بكماله المطلق ،

وتفرده بالوحدانية ،

ويفردوه بأنواع العبادة " .



[ السعدي ]





البقاء للأصلح وليس للأقوى :

{ وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِن بَعْدِ الذِّكْرِ

أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ *

إنَّ فِي هَذَا لَبَلَاغاً لِّقَوْمٍ عَابِدِينَ } .



[ عمر عبيد حسنة ]





قال الإمام مالك :

قرأ عمر بن عبد العزيز في الصلاة سورة الليل فلما بلغ :


{ فَأَنذَرْتُكُمْ نَاراً تَلَظَّى }

خنقته العبرة فسكت ،

ثم قرأ فنابه ذلك ،

ثم قرأ فنابه ذلك ،

وتركها وقرأ :


{ وَالسَّمَاء وَالطَّارِقِ }

( شرح البخاري لابن بطال ) .

كم مرة استوقفتك هذه الآية ؟ .






إذا عمر القلب بالتقوى انتفع العبد بالقرآن ،

مثله كمطر نزل من السماء ،

فإن وجد أرضا طيبة كان الربيع

الذي يدهش العقول ويخلب الأبصار ،

ألم تقرأ في أول القرآن هذه الحقيقة ؟

تأمل :


{ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ }

وبهذا يعرف سر عدم انتفاع كثير من الناس بالقرآن ! .


[ د . محمد الخضيري ]









إلهي نجـــنا من كل ســــوء


فأنت مولانا ومولى الجــــــميع


وهب لنا في المــديـنة مستقراً


ورزقاً ثم دفناً بالبقيع








صورة






#430
القارورة

القارورة

    عضوة متميزة ومتقدمة

  • العضوية الماسية
  • 1824 مشاركة






نتابع الرسائل نفعني الله وإياكم بها



{ وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ }

" وليس في حماية الفتاة من الاختلاط بغير محارمها ،

تضييق لدائرة الحياة في وجهها ،

وإنما هو احتفاظ بكرامتها ،

وتوفير لهنائها ،

إذ بصيانتها عن الاختلاط تعيش بقلب طاهر ونفس مطمئنة ،

وبهذه الصيانة تزيد الصلة بينها وبين زوجها ،

وأولي الفضل من أقاربها متانة وصفاء " .



[ محمد الخضر حسين ]





{ وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا }

يؤلمني جدا عندما يقال لشخص :

قال رسول الله كذا وكذا ،

فيقول لك :

هل فيه خلاف ؟

سبحان الله !

المخالف قد يكون معذورا في مخالفة النص لتأويله ،

أو عدم علمه ،

لكن أنت غير معذور ،

وإذا عذر المتبوع فليس للتابع عذر .



[ ابن عثيمين ]





سورة السجدة مشتملة على تقرير أمر القرآن بما تضمنته

من أصول الإيمان الستة إلا القدر ،

بذلك فتحت وبذلك ختمت ،

كما أن سورة الشورى بدأت بالوحي

وختمت بالوحي المتضمن للقرآن والإيمان .



[ ابن تيمية ]





القرآن يتلى على الناس في دنياهم قبل أن يصلوا إلى أخراهم ؛

لكي يسارعوا إلى اتباعه والعمل به ،

ولا يكونوا من أولئك الذين يقال لهم

- وهم في عذاب جهنم خالدون - :


{ لَقَدْ جِئْنَاكُم بِالْحَقِّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَكُمْ لِلْحَقِّ كَارِهُونَ } .


[ محمد الراوي ]





لماذا يشمخ الإنسان بأنفه وهو لولا إعزاز الله ذليل ؟

ولولا ستره مفضوح ؟

وإذا كان لدى البعض فضل ذكاء أو ثراء فمن أين جاءه ؟

{ إِنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ }

ولو قطع الوهاب إمداده لانتقل العبقري إلى مستشفى المجانين !

ولمد القوارين - جمع قارون - أيديهم متسولين :


{ أمن هذا الذي يرزقكم إن أمسك رزقه} ؟ .


[ محمد الغزالي ]









إلهي نجـــنا من كل ســــوء


فأنت مولانا ومولى الجــــــميع


وهب لنا في المــديـنة مستقراً


ورزقاً ثم دفناً بالبقيع








صورة






#431
القارورة

القارورة

    عضوة متميزة ومتقدمة

  • العضوية الماسية
  • 1824 مشاركة



نتابع الرسائل نفعني الله وإياكم بها


لطائف القراءات ( 4 ) :


{ فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا }

ففي كلمة :

( فأزلهما ) قراءتان :

الأولى :

بإثبات الألف والتخفيف

( فأزالهما )

ومعناها : من الزوال والانتقال عن الجنة .

والثانية :

بحذف الألف مع التشديد :

( فأزلهما )

والمعنى : من الزلل والخطأ ,

ويحتمل أن يكون المعنى :

من ( زلّ ) عن المكان إذا تنحى ,

فتتحد القراءتان في المعنى .

فهل ندرك حرص عدونا على تعثرنا وخذلاننا ؟ .






لطائف القراءات ( 5 ) :


{ وَاتَّخِذُواْ }

في قوله تعالى :

{ وَاتَّخِذُواْ مِن مَّقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى }

فيها قراءتان :

الأولى :

بكسر الخاء ،

أي : أمر باتخاذه مصلى .

الثانية :

بفتح الخاء ،

والمعنى : أن هذا إخبار عن ولد إبراهيم عليه الصلاة والسلام

أنهم اتخذوا من مقام أبيهم إبراهيم مصلى .






{ وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ }

أيهما أعظم فتنة

أن يسمع الرجل خلخالا بقدم امرأة لا يدري ما هي ؟

وما جمالها ؟

ولا يدرى أشوهاء هي أم حسناء ؟ !

أو أن ينظر إلى وجه سافر جميل ،

ممتلئ شبابا ونضارة ،

وحسنا وجمالا وتجميلا بما يجلب الفتنة ،

ويدعو إلى النظر إليها ؟ .



[ ابن عثيمين ]





تدبر هذه الآية :

{ لِمَن شَاء مِنكُمْ أَن يَتَقَدَّمَ أَوْ يَتَأَخَّرَ }

يتضح لك أنه لا مجال للتوقف بحال ،

فتفقد إيمانك وعملك ،

فإن لم تكن تتقدم فإنك يقينا تتأخر .



[ أ . د . ناصر العمر ]





من الاغترار أن تسيء فترى إحسانا ،

فتظن أنك قد سومحت ،

وتنسى :


{ مَن يَعْمَلْ سُوءاً يُجْزَ بِهِ } .


[ ابن الجوزي ]











إلهي نجـــنا من كل ســــوء


فأنت مولانا ومولى الجــــــميع


وهب لنا في المــديـنة مستقراً


ورزقاً ثم دفناً بالبقيع








صورة






#432
القارورة

القارورة

    عضوة متميزة ومتقدمة

  • العضوية الماسية
  • 1824 مشاركة







نتابع الرسائل نفعني الله وإياكم بها


مع ابن القيم ( 4 ) :


قال تعالى في الثناء على أيوب عليه السلام :

{ إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِراً نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ }

فأطلق عليه نعم العبد بكونه وجده صابرا ،

وهذا يدل على أن من لم يصبر إذا ابتلي فإنه بئس العبد .







مع ابن القيم ( 5 ) :


{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلَادِكُمْ

عَدُوّاً لَّكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ }


ليس المراد من هذه العداوة ما يفهمه كثير من الناس :

أنها عداوة البغضاء والمحادة ،

بل إنما هي عداوة المحبة الصادة للآباء عن

الهجرة ،

والجهاد ،

والتعلم ،

والصدقة ،

وغير ذلك من أمور البر وأعمال الخير .






كل غني إذا طمعت فيه مقتك وحرمك وأقصاك إلا الله ،

فإنك إذا طمعت فيه ظفرت منه بالقرب والرضا والعطاء ،

فزكريا حين رأى لطف الله بمريم طمع فيما عنده :


{ هُنَالِكَ دَعَا زَكَرِيَّا رَبَّهُ ... * ... فَنَادَتْهُ الْمَلآئِكَةُ

وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرَابِ

أَنَّ اللّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَـى مُصَدِّقاً ... الآية }


فقربه ربه وأثنى عليه وأعطاه عطاء لا يليق إلا به سبحانه .


[ د . عبدالله السكاكر ]





{ نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَّن نَّشَاء }

كما رفعنا درجات إبراهيم عليه السلام في الدنيا والآخرة ،

فإن العلم يرفع الله به صاحبه فوق العباد درجات ،

خصوصا العالم العامل المعلم ،

فإنه يجعله الله إماما للناس بحسب حاله ،

ترمق أفعاله ،

وتقتفى آثاره ،

ويستضاء بنوره ،

ويمشى بعلمه في ظلمة ديجوره .



[ ابن سعدي ]





{ وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ }

حين يقرأ بعض الناس هذه الآية لا يكاد

ينصرف ذهنه إلا إلى المجال العسكري أو السياسي !

إن الشورى أسلوب حياة ،

ينبغي أن يمارس في الأسرة ،

والعمل وفي كل المجالات .



[ أ . د . عبدالكريم بكار ]









إلهي نجـــنا من كل ســــوء


فأنت مولانا ومولى الجــــــميع


وهب لنا في المــديـنة مستقراً


ورزقاً ثم دفناً بالبقيع








صورة






#433
القارورة

القارورة

    عضوة متميزة ومتقدمة

  • العضوية الماسية
  • 1824 مشاركة



نتابع الرسائل نفعني الله وإياكم بها


مع الأسماء الحسنى ( 8 ) :


لن تحتاج إلى عناء لتتأمل شيئا من معاني وآثار اسم الله :

( الرحمن )

فقط تأمل قوله تعالى :

{ وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ }

فإيجادك ،

ورزقك ،

وصحتك ،

وتسخير المخلوقات لك ،

ولباسك ،

ونومك ،

وجوارحك ،

وغير ذلك ،

كلها من آثار هذا الاسم ( الرحمن ) جل جلاله ،

فرحم الله عبدا ترجم شكره إلى عمل .






مع الأسماء الحسنى ( 9 ) :

الرحمن :

" من أعطى اسم الرحمن حقه ،

عرف أنه متضمن لإرسال الرسل وإنزال الكتب

أعظم من تضمنه

إنزال الغيث ،

وإنبات الكلأ ،

وإخراج الحب ،

فاقتضاء الرحمة لما تحصل به حياة القلوب والأرواح

أعظم من اقتضائها لما تحصل به حياة الأبدان " .



[ ابن القيم ]





{ وَكَأَيِّن مِّن آيَةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ يَمُرُّونَ عَلَيْهَا وَهُمْ عَنْهَا مُعْرِضُونَ }

تأمل حالك مع ما يمر بك من تلك الآيات الكونية ،

والتي تعددت هذه الأيام ،

فبمقدار تأثرك واتعاظك يكون إيمانك ،

وإلا فاحذر أن يكون فيك شبه من أولئك المعرضين .



[ أ . د . ناصر العمر ]






اختبر حفظك ..

إن الذي لا تلتهب مواجيده بأشواق التهجد

لا يكون من أهل سورة المزمل حقا !

كما أن الذي لا تحترق نفسه بجمر الدعوة والنذارة ،

والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ،

ليس من المتحققين بسورة المدثر ! .



[ د . فريد الأنصاري ]





{ لاَ يُكَلِّفُ اللّهُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا }

فلولا أن في وسعكم الفهم لأحكام القرآن ما أمركم بتدبره .


[ ابن حزم ]











إلهي نجـــنا من كل ســــوء


فأنت مولانا ومولى الجــــــميع


وهب لنا في المــديـنة مستقراً


ورزقاً ثم دفناً بالبقيع








صورة






#434
القارورة

القارورة

    عضوة متميزة ومتقدمة

  • العضوية الماسية
  • 1824 مشاركة






نتابع الرسائل نفعني الله وإياكم بها


بداية من هذا الإسبوع - بإذن الله تعالى -

سنعيش مع شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله -

في سلسلة أسبوعية من تأملاته البديعة .






مع ابن تيمية ( 1 ) :


كل من وافق الرسول صلى الله عليه وسلم في أمر

خالف فيه غيره فهو من الذين اتبعوه في ذلك ؛

وله نصيب من قوله :


{ لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللّهَ مَعَنَا }

فإن المعية الإلهية المتضمنة للنصر

هي لما جاء به إلى يوم القيامة ،

وهذا قد دل عليه القرآن

وقد رأينا من ذلك وجربنا ما يطول وصفه .






ما أروع صورة البيت

الذي يتبارى فيه الزوجان في المسارعة للخيرات ..

زوجة تعين زوجها ،

وزوج يعين زوجته ،

يترسمون خطى ذلك البيت النبوي

الذي جعله الله نبراسا لكل زوجين ،

فأين المقتدون بزكريا عليه السلام وزوجته :


{ إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ ... الآية } .


[ من مشترك ]





{ فَوَيْلٌ لَّهُم مِّمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَّهُمْ مِّمَّا يَكْسِبُونَ }

فذكر

{ يَكْسِبُونَ } بلفظ المستقبل ،

و { كَتَبَتْ } بلفظ الماضي ؟

تنبيها على ما دل عليه حديث :

" من سن سنة سيئة فعليه وزرها

ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة "


وعبر بالكتابة دون القول ؛

لأنها متضمنة له وزيادة ،

فهي كذب باللسان واليد ،

وكلام اليد يبقى رسمه ،

أما القول فقد يضمحل أثره " .



[ الراغب الأصفهاني ]





إننا إذا نظرنا إلى تسليط اليهود على العرب

وجدناه من عند أنفسهم كما أجيب المصابون يوم أحد :

{ قُلْ هُوَ مِنْ عِندِ أَنْفُسِكُمْ }

ولو تصورنا حال العرب اليوم لوجدنا فيهم

ما هو من أكبر أسباب الخذلان والهزيمة !

ففيهم من يدعو غير الله ،

وفيهم من لا يقيم الصلاة ولا يؤتي الزكاة ،

وفيهم من يعطل الشريعة ،

فإذا كانت معصية واحدة من أسباب الهزيمة ،

فما بالكم بهذه الفظائع التي توجد في بعض البلاد العربية اليوم ؟ .



[ ابن عثيمين ]









إلهي نجـــنا من كل ســــوء


فأنت مولانا ومولى الجــــــميع


وهب لنا في المــديـنة مستقراً


ورزقاً ثم دفناً بالبقيع








صورة






#435
القارورة

القارورة

    عضوة متميزة ومتقدمة

  • العضوية الماسية
  • 1824 مشاركة



نتابع الرسائل نفعني الله وإياكم بها


لطائف القراءات ( 6 ) :


كلمة :

{ كَبِيرٌ }

في قوله تعالى عن الخمر والميسر :

{ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِن نَّفْعِهِمَا } ،

فيها قراءتان :

1- ( كبير ) بالباء ,

أي : إثم عظيم .

2- ( كثير ) بالثاء ،

والمعنى : أن الخمر تحدث مع شربها آثاما كثيرة ،

وفي الوقت نفسه كبيرة ،

من قتل أو فحش وسب وعداوة وخيانة ،

أو تفريط في الفرائض أو غير ذلك .

فسبحان من رحم عباده بتحريمها .






لطائف القراءات ( 7 ) :


كلمة

{ يَطْهُرْنَ }

في قوله تعالى :

{ وَلاَ تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّىَ يَطْهُرْنَ }

فيها قراءتان :

1) بتشديد الطاء والهاء ,

والمعنى : الاغتسال بعد انقطاع دم الحيض .

2) بسكون الطاء وضم الهاء ،

والمعنى : انقطاع دم الحيض .

وإذا ضممت القراءتين إلى بعضهما

تبين أنه لا يجوز إتيان الزوجة إلا بعد اغتسالها ،

لا بمجرد انقطاع حيضها .

وفي هذا ما يدل بوضوح على عناية الإسلام بالنظافة التامة .






كنت في الهند ومعي صديقي فدخلنا

سوقا شعبيا كبيرا ينتشر فيه بيع الأصنام ،

بدأت أتأمل في هذا المنظر ،

وإذ بلساني ينطق :


{ قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ * لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ ... }

إلى نهاية السورة ،

وكأني لأول مره اقرأها ،

ولم أزل أرددها وكأني أحدثهم ،

حتى خرجنا من هذا السوق ،

أما صديقي فهو مستمر في البكاء من عظمة هذا الموقف .



[ من مشترك ]





تدبر سورة النور له أثر عظيم

في علاج التعلق بالصور والرسوم ؛

لما في السورة من التزكية والنور :

{ اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ }

والتعلق ظلمة في القلب ؛

فإذا حل النور انجلى الظلام وزكى الفؤاد .



[ أ . د . ناصر العمر ]





من أشد أنواع العقوبات أن تكون

نفس الإنسان وجسده مصدرا لعقوبته ،

وهذا مما توعد الله به أهل النار زيادة في إيلامهم :


{ وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ } .


[ د . عبدالعزيز العويد ]











إلهي نجـــنا من كل ســــوء


فأنت مولانا ومولى الجــــــميع


وهب لنا في المــديـنة مستقراً


ورزقاً ثم دفناً بالبقيع








صورة






#436
القارورة

القارورة

    عضوة متميزة ومتقدمة

  • العضوية الماسية
  • 1824 مشاركة






نتابع الرسائل نفعني الله وإياكم بها


مع الأسماء الحسنى ( 10 ) :

الرحيم :

ورد في ( 123 ) موضعا ،

أكثرها مقترن باسم الله ( الغفور ) ،

وهو أخص من ( الرحمن )

فالرحيم متعلق بالمرحوم ،

بخلاف الرحمن فهو متعلق بصفة الرحمة الواسعة ،

وليتضح هذا المعنى تأمل الآيتين التاليتين .



( تابع .. )





(.. يتبع )

مع الأسماء الحسنى (10) :


تأمل قوله تعالى :

{ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيماً } ،

و{ إِنَّهُ بِهِمْ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ }

فقد تعلق اسم الله ( الرحيم )

بالمرحومين - وهم المؤمنون -

ولم يأت في النصوص أبدا قوله :

( رحمن بهم )

لأن اسم الرحمن يشمل

البر والفاجر

والمسلم والكافر

والإنسان والحيوان .



[ ينظر : بدائع الفوائد ]





قال إبراهيم عليه السلام :

{ إِلَّا الَّذِي فَطَرَنِي }

ولم يقل إلا الله ؛

لفائدتين :

1) الإشارة إلى علة إفراد الله بالعبادة ;

لأنه كما أنه منفرد بالخلق ;

فيجب أن يفرد بالعبادة .

2) الإشارة إلى بطلان عبادة الأصنام ;

لأنها لم تفطركم حتى تعبدوها ،

وهذه من البلاغة التامة في تعبير إبراهيم عليه السلام .



[ ابن عثيمين ]





الاستعانة إذا كانت بأولي القربى من

أهل النسب ، أو التربية ، أو الاصطناع القديم

كانت أكمل ؛

لما يقع في ذلك من مجانسة خلقهم لخلقه ،

فتتم المشاكلة في الاستعانة ،

قال تعالى :


{ وَاجْعَل لِّي وَزِيراً مِّنْ أَهْلِي* هَارُونَ أَخِي

* اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي * وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي } .


[ ابن خلدون ]





لما أمر الله عباده بأدبين من آداب المجالسة فقال :

{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قِيلَ لَكُمْ تَفَسَّحُوا فِي الْمَجَالِسِ

فَافْسَحُوا يَفْسَحِ اللَّهُ لَكُمْ وَإِذَا قِيلَ انشُزُوا فَانشُزُوا }


أعقبهما بقوله :

{ يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ }

فدل على أن أهل العلم أولى من أخذ بهذين الأدبين ،

وأنهم أولى من تؤدب معهم بهما ،

وأن مجالسهم أولى المجالس بالقيام بهما .



[ د . محمد الخضيري ]











إلهي نجـــنا من كل ســــوء


فأنت مولانا ومولى الجــــــميع


وهب لنا في المــديـنة مستقراً


ورزقاً ثم دفناً بالبقيع








صورة






#437
القارورة

القارورة

    عضوة متميزة ومتقدمة

  • العضوية الماسية
  • 1824 مشاركة




نتابع الرسائل نفعني الله وإياكم بها



مع ابن تيمية ( 2 ) :


كل من خالف الرسول ،

فلا بد أن يتبع الظن وما تهوى الأنفس :


{ إِن يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَمَا تَهْوَى الْأَنفُسُ وَلَقَدْ جَاءهُم مِّن رَّبِّهِمُ الْهُدَى } .


[ ابن تيمية ]





لا يموت قلب خالطت نبضه آيات القرآن ،

كما أنه لا حياة لقلب خلي منها :


{ وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحاً مِّنْ أَمْرِنَا} ،

{ أَوَ مَن كَانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُوراً } .



[ د . فريد الأنصاري ]





{ بَلْ كَذَّبُوا بِالْحَقِّ لَمَّا جَاءهُمْ فَهُمْ فِي أَمْرٍ مَّرِيجٍ }

وفي هذه الآية :

أن مما يفتح الله به على العبد في

معرفة الأحكام الشرعية أن يكون مصدقا موقنا ،

فكلما كنت مصدقا موقنا فاعلم أن الله سيفتح لك ما لا يفتحه لغيرك ،

وعليه :

فالواجب على المرء أن يقبل الحق فور علمه به ؛

لئلا يقع في أمر مريج .



[ ابن عثيمين ]





{ أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ }

لا يظنن أحد أنه يخلص من الألم البتة ،

وإنما يتفاوت أهل الآلام في العقول ،

فأعقلهم من باع ألما مستمرا عظيما ،

بألم منقطع يسير ،

وأشقاهم من باع الألم المنقطع اليسير

بالألم العظيم المستمر .



[ ابن القيم ]





التلاوة بلا تدبر ،

كالمسير بلا هدف :


{ وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لاَ يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ إِلاَّ أَمَانِيَّ وَإِنْ هُمْ إِلاَّ يَظُنُّونَ } .


[ أ. د. ناصر العمر ]









إلهي نجـــنا من كل ســــوء


فأنت مولانا ومولى الجــــــميع


وهب لنا في المــديـنة مستقراً


ورزقاً ثم دفناً بالبقيع








صورة






#438
القارورة

القارورة

    عضوة متميزة ومتقدمة

  • العضوية الماسية
  • 1824 مشاركة






نتابع الرسائل نفعني الله وإياكم بها


لطائف القراءات ( 8 ) :


قال تعالى عن يوم القيامة :

{ هُنَالِكَ تَبْلُو كُلُّ نَفْسٍ مَّا أَسْلَفَتْ }

في ( تبلو ) قراءتان :

1 ـ ( تبلو ) من البلاء ،

أي : الاختبار والمعنى :

" ستلاقي كل نفس جزاء ما أسلفت من خير أو شر " .

2 ـ ( تتلو ) بتاءين ،

أي : تقرأ ما أسلفت ,

وقيل : تتبع كل نفس ما أسلفت ،

ومع اختلاف المعنيين إلا أن مؤداهما واحد ،

فماذا أعددت - رحمك الله - ليوم العرض على الله ؟ .






لطائف القراءات ( 9 ) :


{ هُوَ الَّذِي يُسَيِّرُكُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْر ِ}

ففي قوله :

{ يُسَيِّرُكُمْ } قراءتان :

1- ( يسيركم ) من التسيير ,

أي : يجعلكم تسيرون فيهما .

2- ( ينشركم ) بفتح الياء وسكون النون وضم الشين ،

من النشر = التفريق ,

أي : يفرقكم في البر والبحر.

فهنئيا لمن مشى في مناكب الأرض ،

أو ركب البحار متذكرا فضل الله عليه بتيسير التنقل ،

وجعله فرصة لمزيد من شكر النعم .






نشرت بعض وسائل الإعلام أخبارا مفادها :

تسجيل أكثر من 158 ألف حالة إفلاس شخصي

في مارس 2010م ،

أي بمعدل 6900 حالة يوميا في أمريكا .

إن التزام المنهج القرآني خير عاصم من هذه المآلات المخيفة :

{ وَالَّذِينَ إِذَا أَنفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَاماً } ،

مع تجنب ما يمحق البركة :


{ يَمْحَقُ اللّهُ الْرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ } .





{ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء } :

إذا أراد الإنسان أن يعرف أن علمه نافع ،

فلينظر إلى كسر هذا العلم لقلبه لله ،

فإن وجد أنه يزداد خشية لله ومعرفة به ،

ويذهب عنه طفرة الغرور ،

فقد انتفع بعلمه .



[ د . محمد المختار الشنقيطي ]





تأمل في قوله تعالى :

{ فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِّن مَّسَدٍ }

إذ جعل لامرأة أبي لهب وعيدا موافقا لفعلها في الدنيا ،

حيث ستحمل ما يوقد به على زوجها الذي أطاعته

في الصد عن الدين وأذية الدعاة إليه .

ومن عظيم الخزي لهما أن جعل شدة عذاب الزوج

على يد أحب الناس إليه ،

وأن جعلها سببا لعذاب أعز الناس عليها .



[ د . محمد العواجي ]









إلهي نجـــنا من كل ســــوء


فأنت مولانا ومولى الجــــــميع


وهب لنا في المــديـنة مستقراً


ورزقاً ثم دفناً بالبقيع








صورة






#439
القارورة

القارورة

    عضوة متميزة ومتقدمة

  • العضوية الماسية
  • 1824 مشاركة




نتابع الرسائل نفعني الله وإياكم بها


مع ابن القيم ( 6 ) :


{ وَعَلَى الثَّلاَثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُواْ }

قال كعب بن مالك رضي الله عنه :

" وليس الذي ذكر الله مما خلفنا تخلفنا عن الغزو ،

وإنما هو تخليفه إيانا وإرجاؤه أمرنا عمن حلف له

واعتذر إليه فقبل منه " .

علق ابن القيم فقال :

فسرها كعب بالصواب ،

فليس ذلك تخلفهم عن الغزو ؛

لأن الله لو أراد ذلك لقال :

وعلى الثلاثة الذين تخلفوا .






مع ابن القيم ( 7 ) :


{ يَمْحَقُ اللّهُ الْرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ }

" تأمل حكمته تعالى في محق أموال المرابين

وتسليط المتلفات عليها ،

كما فعلوا بأموال الناس ومحقوها عليهم وأتلفوها بالربا ؛

فجوزوا إتلافا بإتلاف !

فقل أن ترى مرابيا إلا وأمره إلى محق وقلة وحاجة " ا هـ .

وها هي أخبار الأزمة الاقتصادية وانهيار مئات البنوك تعم العالم .









{ لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ }

إذا كان الله تعالى نهى نبيه صلى الله عليه وسلم

عن الاستعجال بقراءة القرآن مع وجود سبب معتبر ،

فماذا يقول من يهذه بلا فهم ولا تدبر ،

أو علة لها حظ من النظر ؟ .



[ أ . د . ناصر العمر ]




[color="#008080"]كم مرة قرأت قصة مريم ؟

تأمل في هذين الوجهين من أوجه كرامتها :

- أمرت بهز الجذع وليس أعلاه ،

والجذع عادة لا يتحرك ولو هزه الرجل القوي .

- أن الرطب إذا تساقط من علو – عادة -

فإنه يفسد ويتفضخ ،

لكنه في شأنها بقي رطبا جنيا كأنه مخروف باليد .



[ ابن عثيمين ]






من تدبر القرآن علم أن الصالحين

لا يخافون من شيء أعظم من خوفهم من أمرين :

- الخوف من أعمالهم الصالحة أن لا تقبل :


{ وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوا وَّقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ } .

- الخوف من زيغ القلب بعد هدايته :

{ رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا } .


[ صالح المغامسي ]










إلهي نجـــنا من كل ســــوء


فأنت مولانا ومولى الجــــــميع


وهب لنا في المــديـنة مستقراً


ورزقاً ثم دفناً بالبقيع








صورة






#440
القارورة

القارورة

    عضوة متميزة ومتقدمة

  • العضوية الماسية
  • 1824 مشاركة






نتابع الرسائل نفعني الله وإياكم بها


مع الأسماء الحسنى ( 11 ) :


الملك جل جلاله..

وليس في الوجود ملك ينفذ أمره في كل ما يريد

إلا ( الملك ) سبحانه ،

فله النهي والتصرف بقوله وأمره ،

تم ملكه بكمال غناه عن خلقه ،

أما ملوك الأرض فلا يستغنون عن مستشارين وأعوان ،

تأمل :

{ قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُم مِّن دُونِ اللَّهِ لَا يَمْلِكُونَ

مِثْقَالَ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ وَمَا لَهُمْ

فِيهِمَا مِن شِرْكٍ وَمَا لَهُ مِنْهُم مِّن ظَهِيرٍ }
.






مع الأسماء الحسنى ( 12 ) :


من مظاهر كمال ملك ( الملك جل جلاله ) :

- أنه هو الذي يؤتي الملك من يشاء وينزعه ممن يشاء ،

فلم يدم لأحد ملك ولن يدوم إلا ملكه سبحانه .

- أن أي ملك مهما اتسع ملكه لا يستطيع

أن يملك نفسه ملكا تاما ،

ولقد عبر عن ذلك أحد زعماء أوروبا حين قال

- بعد انتصاره في الحرب العالمية - :

" ملكنا العالم ولم نملك أنفسنا " .






{ فَرَاغَ إِلَى أَهْلِهِ فَجَاء بِعِجْلٍ سَمِينٍ }

في الآية ترغيب في أن يكون أهل الإنسان

- ومن يتولى شؤون بيته - حازمين ،

مستعدين لكل ما يراد منهم من

الشؤون والقيام بمهمات البيت ،

فإن إبراهيم في الحال بادر إلى أهله ،

فوجد طعام ضيوفه حاضرا لا يحوج إلا إلى تقديمه .



[ ابن سعدي ]









إلهي نجـــنا من كل ســــوء


فأنت مولانا ومولى الجــــــميع


وهب لنا في المــديـنة مستقراً


ورزقاً ثم دفناً بالبقيع








صورة






#441
القارورة

القارورة

    عضوة متميزة ومتقدمة

  • العضوية الماسية
  • 1824 مشاركة



نتابع الرسائل نفعني الله وإياكم بها


مع ابن تيمية ( 3 ) :


من الصوارف عن التدبر :

تشبيه القرآن بالغناء ،

يورِث أن يبقى قلب القارئ مصروفا

إلى وزن اللفظ بميزان الغناءِ ،

لا يتدبره ولا يعقله ،

وأن يبقى المستمعون يصغون إليه لأجل

الصوتِ الملحن كما يصغى إلى الغناء ،

لا لأجلِ استماعِ القرآن وفهمه وتدبره والانتفاع به .







لما كان القرآن هو أصفى الكلام وأعلاه وأحسنه ،

احتاج إلى محل صاف وخالص

- وهو قلوب المتقين -

ولهذا قال الله :

{ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ }

ثم ذكر الدليل على تحققه ،

وهو أنهم

{ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ ... الآيات }

فإن هذه الأعمال ناتجة عن تفاعل القلب

بهداية القرآن مع تقوى الإنسان .



[ مفاتيح الغيب ]





{ وَإِنَّا لَنَرَاكَ فِينَا ضَعِيفاً وَلَوْلاَ رَهْطُكَ لَرَجَمْنَاكَ }

لم يلتفت شعيب عليه السلام لقدحهم في شخصه ،

ولم يأخذه العجب باعترافهم بقوة رهطه ،

بل تأثر لعدم إيمانهم ،

وحزن لجهلهم بأن عزته وقوته هي بالله وحده .



[ أ . د . ناصر العمر ]











إلهي نجـــنا من كل ســــوء


فأنت مولانا ومولى الجــــــميع


وهب لنا في المــديـنة مستقراً


ورزقاً ثم دفناً بالبقيع








صورة






#442
نور الهدى

نور الهدى

    مشرفة في حديقة الأخلاق

  • نخبة المشرفات
  • 7125 مشاركة
  • Interests:القراءه
جزاك الله كل خير اختي القاروره


كنت امر بالعنوان واعتقد انه دعايه لموقع لتدبر القرآن او انه اشتراك في خدمه من خلال الواحه ولا ادخل

واليوم فتحت الموضوع لأول مره وقرأت عدد من الصفحات وسعدت بذلك فما اجمل تدبر القرآن

ربما كثير من الأخوات يعتقدن كما اعتقدت انا ويفوتهم الخير الكثير فلو ممكن يا اختي ان تعطي عنوان اخر يدل على موضوعك وانه تدبر لأيات القرىن او ضعي له تنبيه في الإهداءات شاركة لك كل ماقدمت وجعله ربي في ميزان حسناتك

اسأل الله ان يكتب لك بكل حرف كتبتيه هنا حسنه ويُعظم لك المثوبه

صورة

صورة











صورة

سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم




اللهم صلِ وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم


#443
القارورة

القارورة

    عضوة متميزة ومتقدمة

  • العضوية الماسية
  • 1824 مشاركة







بارك الله اختي نور الهدى وجزاكِ الله خيراً على المرور

بالنسبة للموضوع أشكركِ على ثناءكِ وعلى طرحكِ

أحب أعلمكِ أختي أن الأخوات فيما أعلم عندهم فكرة عنه



نتابع الرسائل نفعني الله وإياكم بها


لطائف القراءات ( 10 ) :


{ وَلَوْ فَتَحْنَا عَلَيْهِم بَاباً مِّنَ السَّمَاءِ فَظَلُّواْ فِيهِ يَعْرُجُونَ *

لَقَالُواْ إِنَّمَا سُكِّرَتْ أَبْصَارُنَا بَلْ نَحْنُ قَوْمٌ مَّسْحُورُونَ }


في كلمة { سُكِّرَتْ }

قراءتان :

1- { سُكِّرت }

بتشديد الكاف ,

أي : سُدَّت وغُطّيت .

2- { سُكِرَت }

بتخفيف الكاف : أي سُحِرَت وحُبست ,

فكأن المعنى :

لا ينفذ نورها ولا تدرك الأشياء على حقيقتها فكأنها حبست .

فانظر إلى أثر إصرارهم على التعامي عن الحق

والتمادي في الغي والضلال ! .






لطائف القراءات ( 11 ) :


{ وَإِنَّ كَثِيراً لَّيُضِلُّونَ بِأَهْوَائِهِم بِغَيْرِ عِلْمٍ }

ففي ( يضلون )

قراءتان :

بفتح الياء : أي ضالون في أنفسهم .

وبضم الياء : أي مضلون لغيرهم .

وفي كلا القراءتين تنبيه على خطر الهوى!

وإن كان الإضلال أكثر خطرا ؛

لأن المضل يتحمل إثمه وإثم من أضله

والضال في نفسه قد يضل غيره من حيث لا يشعر ،

حين يكون ممن يقتدى به في ضلاله .






كان يقال لزيد بن حارثة :

زيد بن محمد حتى نزلت :

{ ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ }

فلما نزع عنه هذا الشرف ،

وعلم الله وحشته من ذلك ،

شرفه بخصيصة من بين الصحابة ،

فقال :

{ فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ ... }

ومن ذكره الله باسمه في كتابه ،

حتى صار اسمه قرآنا يتلى في المحاريب ،

نوه به غاية التنويه ،

فكان هذا تأنيس له وعوض من الفخر بأبوته صلى الله عليه وسلم له .



[ ينظر : القرطبي ]











إلهي نجـــنا من كل ســــوء


فأنت مولانا ومولى الجــــــميع


وهب لنا في المــديـنة مستقراً


ورزقاً ثم دفناً بالبقيع








صورة






#444
القارورة

القارورة

    عضوة متميزة ومتقدمة

  • العضوية الماسية
  • 1824 مشاركة



نتابع الرسائل نفعني الله وإياكم بها


مع ابن القيم ( 8 ) :


لقد عظمت نعمة الله على عبد

أغناه بفهم كتابه عن الفقر إلى غيره :


{ أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَى عَلَيْهِمْ

إِنَّ فِي ذَلِكَ لَرَحْمَةً وَذِكْرَى لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ } .






مع ابن القيم ( 9 ) :


وقد اقتضت حكمته أن هبة النصر وجوائزه ،

إنما تفيض على أهل الانكسار :


{ وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ

وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ * وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ

وَنُرِي فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُم مَّا كَانُوا يَحْذَرُونَ } .






{ قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ ... *

وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ ... }


ومن ذا الذي يجمع الفتيان والفتيات في غرفة

وينتظر من الجنسين أن يصرفوا أبصارهم عن النظر ،

ولا يتبعوا النظرة بأخواتها ؟

وهل يستطيع أحد أن يقول :

إن عليهم أن يحتفظوا بأدب غض أبصارهم

من حين الالتقاء بين جدران الجامعة إلى أن ينفضوا من حولها ؟ .



[ الخضر حسين ]









إلهي نجـــنا من كل ســــوء


فأنت مولانا ومولى الجــــــميع


وهب لنا في المــديـنة مستقراً


ورزقاً ثم دفناً بالبقيع








صورة






#445
القارورة

القارورة

    عضوة متميزة ومتقدمة

  • العضوية الماسية
  • 1824 مشاركة








نتابع الرسائل نفعني الله وإياكم بها


مع الأسماء الحسنى ( 13 ) :


القدوس جل جلاله :

المتصف بالكمال ،

المنزه عن كل نقص وعيب ،

حتى ولو كان كمالا في حق المخلوق ،

فالنوم - مثلا -

كمال في حق المخلوق لكنه نقص في حق الخالق ،

ولهذا ورد في الحديث الجمع بين

" السبوح والقدوس "

أي : المنزه عن كل نقص ،

المطهر من كل ما لا يليق بجلاله .






مع الأسماء الحسنى ( 14 ) :


من معاني القدوس جل جلاله :

ذو البركة والفضل ،

ومنه :

{ ادْخُلُوا الأَرْضَ المُقَدَّسَةَ }

أي : المباركة .

ومن آثار " القدوس " :

أن يكون أولياؤه قديسين - أي مباركين -

كما جاء في الإنجيل :

أن النبي الخاتم يفتح مكة بعشرة آلاف من القديسين .







من أحدث في هذا الأمة شيئا لم يكن عليه سلفها ،

فقد زعم أن الرسول صلى الله عليه وسلم خان الدين ؛

لأن الله تعالى يقول :

{ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ }

فما لم يكن يومئذ دينا ،

فلا يكون اليوم دينا .



[ الإمام مالك بن أنس ]










إلهي نجـــنا من كل ســــوء


فأنت مولانا ومولى الجــــــميع


وهب لنا في المــديـنة مستقراً


ورزقاً ثم دفناً بالبقيع








صورة






#446
القارورة

القارورة

    عضوة متميزة ومتقدمة

  • العضوية الماسية
  • 1824 مشاركة




نتابع الرسائل نفعني الله وإياكم بها



مع ابن تيمية ( 4 ) :


من سره أن يكون أقوى الناس ،

فليتوكل على الله ،

وبالاستغفار يغفر له ويدفع عنه عذابه :


{ وَمَا كَانَ اللّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ } .







{ وَلَقَدِ اسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِّن قَبْلِكَ فَأَمْلَيْتُ

لِلَّذِينَ كَفَرُواْ ثُمَّ أَخَذْتُهُمْ فَكَيْفَ كَانَ عِقَابِ }


ترك أهل الباطل فترة ليس نسيانا لهم أو غفلة عنهم ،

والإملاء للظالمين ليس تكريما لهم

- كما يظنون -

أو إهانة لغيرهم

- كما يتوهمون -

وإنما هو الاستدراج إلى العذاب من حيث لا يشعرون .



[ د . محمد الراوي ]





{ وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ }

قف وتأمل !

إذا كان هذا في صدور الصالحين ،

والنزع يدل على التجذر ،

فكيف بما في صدور غيرهم ؟

فاحم نفسك من قلبك قبل أن يرديك ما فيه من غل ،

فلن ينجو يوم العرض :


{ إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ } .


[ أ . د . ناصر العمر ]













إلهي نجـــنا من كل ســــوء


فأنت مولانا ومولى الجــــــميع


وهب لنا في المــديـنة مستقراً


ورزقاً ثم دفناً بالبقيع








صورة






#447
القارورة

القارورة

    عضوة متميزة ومتقدمة

  • العضوية الماسية
  • 1824 مشاركة






نتابع الرسائل نفعني الله وإياكم بها


لطائف القراءات ( 12 ) :


{ إِنِ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلّهِ يَقُصُّ الْحَقَّ وَهُوَ خَيْرُ الْفَاصِلِينَ }

قرئت { يَقُصُّ } :

1 ـ بضم القاف والصاد , من القصص ؛

لأن جميع ما أنبأ به فهو من أقاصيص الحق .

2 ـ ( يقضِ الحق ) بالضاد من القضاء ,

والمعنى : يقضي القضاء الحق ,

أو : يقضي بالحق ,

ويؤيد هذه القراءة قوله في آخر الآية

{ وَهُوَ خَيْرُ الْفَاصِلِينَ }

لأن الفصل إنما يكون في القضاء .






لطائف القراءات ( 13 ) :


{ وَانظُرْ إِلَى العِظَامِ كَيْفَ نُنشِزُهَا ثُمَّ نَكْسُوهَا لَحْماً } ،

ففي { نُنشِزُهَا } قراءتان :

{ نُنشِزُهَا } بالزاي ,

أي : نرفعها ,

من " النشز " وهو المرتفع من الأرض ,

والمعنى :

وانظر إلى العظام كيف نرفعها من أماكنها

من الأرض على جسم صاحبها ليحيى بعد موته .

{ ننشرها } بالراء ,

من النشر وهو الإحياء ,

والمعنى : وانظر إلى عظام حمارك

- التي ابيضت من مرور الزمان عليها -

كيف نحييها ! .






آلاف الرحلات الجوية تلغى !

مئات الملايين من الدولارات تذهب ،

فما السبب ؟

إنه غبار البركان فقط لا البركان !

فما الظن لو ثار البركان ؟

هذه آثار حرارة نار الدنيا

( جزء من سبعين جزءا من نار جهنم ) !

وهذه بعض قوة مخلوق ،

فكيف بقوة خالقه ؟

ولكن


{ وَمَا تُغْنِي الآيَاتُ وَالنُّذُرُ عَن قَوْمٍ لاَّ يُؤْمِنُونَ } .





نقرأ آيات فلربما نغفل عن تدبر كثير من معانيها ودلالاتها ،

فتأتي الأحداث والفتن فيدرك المتدبرون

الرابط القرآني بين هذه الدلالات وتلك الفتن ،

وكأن القرآن يتحدث عن ذات الفتنة الواقعة ،

والمحنة النازلة ،

ولكنه حظ من كان القرآن آيات بينات في صدورهم .



[ د . عبدالعزيز العويد ]





قال القاسم بن أبي أيوب :

سمعت سعيد بن جبير يردد هذه الآية

في الصلاة بضعا وعشرين مرة :

{ وَاتَّقُواْ يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللّهِ

ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ } .


فما أعظمها من آية ..

وما أجدرها بالتدبر والتكرار والتأمل ! .










إلهي نجـــنا من كل ســــوء


فأنت مولانا ومولى الجــــــميع


وهب لنا في المــديـنة مستقراً


ورزقاً ثم دفناً بالبقيع








صورة






#448
القارورة

القارورة

    عضوة متميزة ومتقدمة

  • العضوية الماسية
  • 1824 مشاركة



نتابع الرسائل نفعني الله وإياكم بها


مع ابن القيم ( 10 ) :


لما علم الله سبحانه أن قلوب المشتاقين إليه لا تهدأ إلا بلقائه ،

ضرب لهم أجلا للقاء تسكينا لقلوبهم ،

فقال تعالى :


{ مَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء اللَّهِ فَإِنَّ أَجَلَ اللَّهِ لَآتٍ } .





مع ابن القيم ( 11 ) :


لمن يشكو عدم تأثره بالقرآن ،

خذها من مجرب :

القلب محل تلقي الوحي ،

فإذا أردت الانتفاع بالوحي فلا بد من تفريغ القلب من ضده ،

لأن إصغاء القلب كإصغاء الأذن ,

فإذا أصغى إلى غير حديث الله ,

لم يبق فيه إصغاء ولا فهم لحديثه ،

وإذا امتلأ بالشبه والشكوك ،

والمضحكات ،

والصور المحرمة ،

والغناء الذي يصد عن الوحي ،

جاءته حقائق القرآن فلم تجد فيه فراغا لها ولا قبولا ,

فتعدته وجاوزته إلى محل سواه .



[ ينظر : الفوائد ]





{ وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَّعْلُومٌ * لِّلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ }

هكذا نقل الإسلام إسعاف البائسين

من أن يكون منة تذل كرامتهم

إلى أن يكون حقا يأخذونه مرفوعي الرأس ،

موفوري الكرامة .



[ د . مصطفى السباعي ]






امتهان الحلف وكثرته مذمومة ،

فقد وصف الله بها أقواما مقبوحين فقال :


{ وَلَا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَّهِينٍ }

وبين في مواطن كثيرة أن ذلك من أبرز صفات المنافقين :

{ اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّوا }

{ وَيَحْلِفُونَ بِاللّهِ .. }


وما يزالون على ذلك إلى يوم القيامة

{ يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ جَمِيعاً فَيَحْلِفُونَ لَهُ كَمَا يَحْلِفُونَ لَكُمْ }

فعظم ربك ،

واحفظ يمينك .



[ د . محمد الخضيري ]






تدبر قول هارون لموسى عليها السلام

{ يَا ابْنَ أُمَّ }

فلم يقل يا أخي أو يا موسى ،

بل ولا :

يا أبن أبي ؟

لأن المقام مقام استعطاف وطلب رحمه ،

فذكر الأم هنا أحرى بتذكيره برحمتها وعطفها ..

وقد تحقق له ما أراد ،

فإذا موسى القوي الشديد يقول فورا :

{ قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلأَخِي وَأَدْخِلْنَا

فِي رَحْمَتِكَ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ }


فهل نحسن استخدام الألفاظ في مواضعها ؟ .



[ أ . د . ناصر العمر ]










إلهي نجـــنا من كل ســــوء


فأنت مولانا ومولى الجــــــميع


وهب لنا في المــديـنة مستقراً


ورزقاً ثم دفناً بالبقيع








صورة






#449
القارورة

القارورة

    عضوة متميزة ومتقدمة

  • العضوية الماسية
  • 1824 مشاركة






نتابع الرسائل نفعني الله وإياكم بها


مع الأسماء الحسنى ( 15 ) :


السلام جل جلاله :

كثيرون يعلمون أن معنى ( السلام )

السالم في ذاته وأسمائه وصفاته من كل نقص وعيب ،

وأنه الذي يسلم عباده ،

ومع ذلك تتعجب ممن يرددون هذا الاسم

ثم تتحول حياتهم إلى حرب لا تهدأ مع الأقربين والأبعدين ،

وعلى كافة المستويات النفسية والسلوكية والفكرية والأسرية .



[ د . سلمان العودة ]





مع الأسماء الحسنى ( 16 ) :


من آثار الإيمان باسم الله ( السلام ) :

- سلامة أقوال المؤمنين وأفعالهم من الفحش والبذاءة :


{ وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَاماً } .

- ربنا سلام يحب السلام ،

وسيلقى أولياءه في جنته بالسلام ،

ورسول السلام يقول :


" أفلا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم ؟

أفشوا السلام بينكم " .






مع الأسماء الحسنى ( 17 ) :

( المؤمن ) جل جلاله :

ومعنى هذا الاسم يدور على معان منها :

1- المصدق لرسله وأنبيائه فيما بلغوا عنه ،

الذي يقيم لهم الشواهد على صدقهم .

2- الذي أمن خلقه من أن يظلمهم .

[ ابن عباس ]

3- الذي يؤمن خوف عبده الذي لجأ إليه بصدق في كشف كربته ،

ويؤمنهم يوم الفزع الأكبر .






من طرق التدبر :

الاستدلال المركب من آيتين فأكثر ،

كهذا النموذج :

في قوله تعالى :

{ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَن يُنِيبُ }

مع قوله :

{ وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ }

مع العلم بأحوال الصحابة رضي الله عنهم ،

وشدة إنابتهم ،

دليل على أن قولهم حجة ،

خصوصا الخلفاء الراشدين رضي الله عنهم أجمعين .



[ السعدي ]





القلوب الميتة لا تطيق حب الله ،

فتتسلى بحب من سواه


{ وَإِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ

وَإِذَا ذُكِرَ الَّذِينَ مِن دُونِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ } .



[ أ . د . ناصر العمر ]









إلهي نجـــنا من كل ســــوء


فأنت مولانا ومولى الجــــــميع


وهب لنا في المــديـنة مستقراً


ورزقاً ثم دفناً بالبقيع








صورة






#450
القارورة

القارورة

    عضوة متميزة ومتقدمة

  • العضوية الماسية
  • 1824 مشاركة



نتابع الرسائل نفعني الله وإياكم بها


مع ابن تيمية ( 5 ) :


فإذا ظهر للعبد من سر الربوبية أن الملك والتدبير كله بيد الله

كما قال تعالى :

{ تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ }

فلا يرى نفعا ولا ضرا ،

ولا حركة ولا سكونا ،

ولا قبضا ولا بسطا ،

ولا خفضا ولا رفعا

إلا والله فاعله وخالقه ،

وقابضه وباسطه ،

ورافعه وخافضه

فهذا الشهود هو سر الكلمات الكونيات .






أصبحت معافى في بدنك ..

آمنا في بيتك ..

مؤمنا بربك ..

لا تجثو عند صنم ..

ولا تغدو إلى بيعة ..

ولا تروح إلى كنيسة ..

لا منة لأحد من الخلق عليك في رزقك ..


{ وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَةَ اللّهِ لاَ تُحْصُوهَا } .


[ د . عمر المقبل ]





{ قَالَ فَاهْبِطْ مِنْهَا فَمَا يَكُونُ لَكَ أَن تَتَكَبَّرَ فِيهَا

فَاخْرُجْ إِنَّكَ مِنَ الصَّاغِرِينَ }


وهذه الآية أصل في ثبوت الحق لأهل المحلة ،

أن يخرجوا من محلتهم من يخشى من سيرته فشو الفساد بينهم .



[ ابن عاشور ]





{ وَإِن كَانَ طَآئِفَةٌ مِّنكُمْ آمَنُواْ بِالَّذِي أُرْسِلْتُ بِهِ وَطَآئِفَةٌ لَّمْ يْؤْمِنُواْ فَاصْبِرُواْ }

أبعد هذه الآية المحكمة وأمثالها

تصبح النسبة للطائفة المؤمنة مسبة وعارا ؟

إنه البعد عن هدى القران ،

والخضوع لمصطلحات الإعلام ،

فنقول لهؤلاء :


{ فَاصْبِرُواْ حَتَّى يَحْكُمَ اللّهُ بَيْنَنَا وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ } .


[ أ . د . ناصر العمر ]





لقد نجح سلفنا الصالح بهذا القرآن نجاحا مدهشا ،

مع قلة عددهم ،

وخشونة عيشهم ،

وندرة المصاحف بأيديهم ،

وقلة الحفاظ إذا ما قورنوا بأعدادهم اليوم ،

والسر في ذلك :

أنهم توفروا على دراسة القرآن واستخراج كنوز هداياته ،

أما غالب المسلمين اليوم فاكتفوا بألفاظ يرددونها ،

وأنغام يلحنونها ،

وبمصاحف يحملونها ،

ونسوا أو تناسوا أن بركة القرآن العظمى إنما هي

في تدبر آياته وتفهمها والتأدب بها .



[ الزرقاني ]











إلهي نجـــنا من كل ســــوء


فأنت مولانا ومولى الجــــــميع


وهب لنا في المــديـنة مستقراً


ورزقاً ثم دفناً بالبقيع








صورة