نتابع الرسائل نفعني الله وإياكم بها
في سياق آيات الحج :
{ وَمَا تَفْعَلُواْ مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللّهُ }
وكان المتوقع أن يقال :
وما تفعلوا من شيء ؛
ليتناول كل ما تقدم من الخير والشر ،
إلا أنه خص الخير بأنه يعلمه لفوائد ،
منها :
إذا علمت منك الخير ذكرته وشهرته ،
وإذا علمت منك الشر سترته وأخفيته ؛
لتعلم أنه إذا كانت رحمتي بك في الدنيا هكذا ،
فكيف في العقبى ؟ .
[ ينظر : مفاتيح الغيب ]
خالف موسى الخضر في طريق الصحبة ثلاث مرات ،
فحل عقدة الوصال بيد :
{ هَذَا فِرَاقُ بَيْنِي وَبَيْنِكَ }
أفما تخاف -
يا من لم يف لربه قط -
أن يقول في بعض زلاتك :
هذا فراق بيني وبينك ؟ .
[ ابن القيم ]
{ رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي }
الداعية محتاج إلى انشراح الصدر ؛
ليتمكن من إيصال دعوته بأيسر كلفة ؛
ولأجل أن يراه الناس على أكمل ما يكون من السرور ،
فتسري تلك الروح منه إلى المدعوين ،
فتتحقق بذلك السعادة ،
التي هي من أعظم مقاصد الدعوة ،
وأما إذا ضاق صدره ،
وقل صبره ،
فلن يقوم بعمل كبير ،
ولن يصدر عنه خير كثير .
[ د . محمد الحمد ]
من أحب تصفية الأحوال فليجتهد في تصفية الأعمال :
يقول تعالى :
{ وَأَلَّوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُم مَّاء غَدَقاً } الجن / 16
قال أبو سليمان الداراني :
" من صفى صفي له ، ومن كدر كدر عليه "
علق ابن الجوزي :
" وإنما يعرف الزيادة من النقصان المحاسب لنفسه ،
فاحذر من نفار النعم ،
و مفاجأة النقم ،
ولا تغتر ببساط الحلم ،
فربما عجل انقباضه " .
من أعظم أسباب المحافظة على الصلاة والصبر عليها أمران :
1/ تذوق لذة الخشوع فيها
2/ تذكر ملاقاة الله والجزاء العظيم عنده ،
تدبر قوله تعالى :
{ وَاسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلاَّ عَلَى الْخَاشِعِينَ *
الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُم مُّلاَقُوا رَبِّهِمْ وَأَنَّهُمْ إِلَيْهِ رَاجِعُونَ } .
[ د . محمد الربيعة ]