نتابع الرسائل نفعني الله وإياكم بها
{ لاَّ خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِّن نَّجْوَاهُمْ إِلاَّ مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ
أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاَحٍ بَيْنَ النَّاسِ } النساء / 114
تدبر هذه الآية تلحظ أن الأصل في هذه الثلاثة الإخفاء ،
فذلك أقوى أثرا وأعظم أجرا ،
وأرجى في تحقيق المراد ،
وأما العلانية فيها فهي الاستثناء إذا وجد لذلك سبب معتبر .
[ أ . د . ناصر العمر ]
{ وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلاَّ بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ } إبراهيم / 4
تعلم اللغة التي يدعى بها إلى الإسلام فرض كفاية ،
كما أن الدعوة إلى الإسلام فرض كفاية ،
وهل يمكن الآن أن أجلس بين عشرة من غير العرب
وأتكلم بأرقى الفصاحة والبيان باللغة العربية ماذا يفهمون ؟
لا شيء .
[ ابن عثيمين ]
قال عكرمة :
جئت ابن عباس يوما وهو يبكي والمصحف في حجره
فقلت : ما يبكيك ؟
قال : هؤلاء الورقات ،
وإذا سورة الأعراف ،
فذكر قصة اليهود لما عدوا يوم السبت على الحيتان ،
قال : فعدت طائفة بأنفسها ،
واعتزلت طائفة ذات اليمين وأنكرت ،
واعتزلت طائفة ذات اليسار وسكتت ...
(يتبع) ..
( تابع ) ..
ثم قرأ ابن عباس :
{ فَلَمَّا نَسُواْ مَا ذُكِّرُواْ بِهِ أَنجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ
وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُواْ بِعَذَابٍ بَئِيسٍ } الأعراف / 165
قال :
فأرى الذين نهوا قد نجوا ،
ولا أرى الآخرين ذكروا
ونحن نرى أشياء ننكرها ولا نقول فيها .
[ الدر المنثور 3/589 ]
كما أن السماوات والأرض لو كان فيهما آلهة غيره سبحانه لفسدتا ،
كما قال تعالى :
{ لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا } الأنبياء / 22
فكذلك القلب إذا كان فيه معبود غير الله تعالى
فسد فسادا لا يرجى صلاحه ؛
إلا بأن يخرج ذلك المعبود منه ،
ويكون الله تعالى وحده إلهه ومعبوده
الذي يحبه ويرجوه ويخافه ،
ويتوكل عليه وينيب إليه .
[ ابن القيم ]