نتابع الرسائل نفعني الله وإياكم بها
سورة الحج ...
فيها من التوحيد والحكم والمواعظ على اختصارها ما هو بين لمن تدبره ،
وفيها ذكر الواجبات والمستحبات كلها :
توحيدا وصلاة وزكاة وصياما ؛ قد تضمن ذلك قوله تعالى :
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ } /77 ...
فهذه الآية والتي بعدها لم تترك خيرا إلا جمعته ولا شرا إلا نفته .
[ ابن تيمية ]
سورة الحج من أعاجيب سور القرآن ، فيها :
أول الحج
{ وَأَذِّن فِي النَّاسِ } ،
وآخره
{ وَلْيَطَّوَّفُوا } ،
فيها :
الساعة والتوحيد ،
والصلاة والإخبات ،
والمواعظ والآداب .
فيها :
المكي والمدني ،
والليلي والنهاري ،
والسفري والحضري ،
والحربي والسلمي ،
والشتائي والصيفي ،
هي سورة عجب ،
وأعجب منها حاج يقصد الحج ولم يتدبر سورة الحج ! .
[ د . عصام العويد ]
{ كُلَّمَا أَرَادُوا أَن يَخْرُجُوا مِنْهَا أُعِيدُوا فِيهَا
وَقِيلَ لَهُمْ ذُوقُوا عَذَابَ النَّارِ الَّذِي كُنتُم بِهِ تُكَذِّبُونَ } السجدة /20
قال الفضيل بن عياض :
والله ما طمعوا في الخروج ؛ لأن الأرجل مقيدة والأيدي موثقة ،
ولكن يرفعهم لهبها , وتردهم مقامعها – نعوذ بالله من النار - .
[ الدر المنثور ]
وصف الله سبحانه و تعالى شدة الموت في أربع آيات :
الأولى :
{ وَجَاءتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ } ق /19،
الثانية :
{ وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ } الأنعام / 93،
الثالثة :
{ فَلَوْلَا إِذَا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ } الواقعة / 83 ،
الرابعة :
{ كَلَّا إِذَا بَلَغَتْ التَّرَاقِيَ } القيامة / 26 .
[ القرطبي ]
فهل من معتبر؟
{ لِيَحْمِلُواْ أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمِنْ أَوْزَارِ
الَّذِينَ يُضِلُّونَهُم بِغَيْرِ عِلْمٍ أَلاَ سَاء مَا يَزِرُونَ } النحل / 25
بعض الآباء ؛ يدع قنوات السوء بأيدي أهله وبنيه ، كأن الأمر لا يعنيه ،
وهو يعلم أنها تنوء بالسوء ، وربما خادع نفسه بأنه يثق بهم ! ،
لقد لعن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في الربا :
الآكل والمؤكل والكاتب ،
وفي الرشوة :
الراشي والمرتشي والرائش ،
وبئس في تلك القنوات جالبها والناظر إليها ! .
الزهد المشروع هو ترك كل شيء لا ينفع في الدار الآخرة ،
وثقة القلب بما عند الله ، وفي الأثر :
" الزهادة في الدنيا ليست بتحريم الحلال ولا إضاعة المال ،
ولكن الزهادة في الدنيا أن لا تكون بما في يديك أوثق مما في يدي الله ،
وأن تكون في ثواب المصيبة إذا أنت أصبت بها أرغب فيها لو أنها أبقيت لك " ؛
لأن الله تعالى يقول :
{ لِكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ } الحديد / 23 .
[ ابن تيمية ]
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتاً غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَى أَهْلِهَا } ...
إلى قوله :
{ وَإِن قِيلَ لَكُمُ ارْجِعُوا فَارْجِعُوا هُوَ أَزْكَى لَكُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ } النور / 27 - 28
قال بعض المهاجرين :
لقد طلبت عمري كله هذه الآية فما أدركتها ، أن أستأذن على بعض إخواني ،
فيقول لي: " ارجع " ، فأرجع وأنا مغتبط ، لقوله :
( هُوَ أَزْكَى لَكُمْ ) .
[ تفسير ابن كثير ]