علو الهمة الهمة هي استصغار مادون النهاية من معالي الأمور
بمعنى أن يطلب المرء من كل أمر
أعلاه وأقصاه ..ويستصغر كل ما وصل إليه إن كان هناك ما فوقه أو أعلى منه ..
ولننتبه أخواتي ليس القصد من ذلك الجشع ، وعدم القناعة بما كتب الله فنحن نتحدث هنا عن الهمم وقوة الإرداة
التي تعلو بصاحبها إلى ماهو جميل وفاضل ..
فقيل في
تعريف الهمة : إنها خروج النفس إلى
غاية الكمال الممكن في العلم والعمل ..يقول ابن الجوزي في صيد الخاطر :
( ينبغي لمن له أنفة أن يأنف التقصير الممكن دفعه عن النفس،
فلو كانت النبوة ـ مثلا ـ تأتي بالكسب لم يجز له أن يرضى بالولاية،
أو تصور أن يكون خليفة لم يقنع بإمارة، ولو صح أن يكون ملَكا لم يرض أن يكون بشرا ،
والمقصود أن ينتهي بالنفس إلى
كمالها الممكن في العلم والعمل)
فأين الهمم ؟ !!خلق الله البشر وجعل لكل منهم همة وإرادة
بعضهم همته تناطح السحاب والبعض لا تتجاوز همته موضع قدمية
فهمم الناس تختلف بين علو وسفول وبين كبر وصغر وبين ضخامة ودناءة
وعلى قدر تفاوت الهمم تتفاوت مقامات الخلق في الدنيا والآخرة ..
فأعلاهم همة أبلغهم لما يريد وأكثرهم تحقيقا لما يطلب ..
قيمة المرء على قدر همته يقول شيخ الإسلام ابن تيمية : العامة تقول : قيمة كل امرئ ما يحسن
والخاصة تقول : قيمة كل امرئ ما يطلب ( يريد همته ومطلبه وقصده ) ..
وإنما كان الأمر كذلك لأن الهمة طليعة الأعمال ومقدمتها
قال أحد الصالحين : همتك فاحفظها ، فإن الهمة مقدمة الأشياء ، فمن صلحت همته وصدق فيها صلح له ما وراء ذلك من العمل ..
والهمة نصف المروءة وعلامة كمال العقل ورجاحته علو همة صاحبه
يقول ابن الجوزي : من علامة كمال العقل ......علو الهمة والراضي بالدونِ دنيئ يذكرنا بقول الشاعر :
ولم أر َ في عيوب الناس عيبا ،،، كنقص القادرين على التمام ..تحياتي للجميع
ملاحظة : تابعن معي درس اليوم الساعة العاشرة مساءً بإذن الله