السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ...
أخواتي المعلمات ...
في حياتنا العملية نمرُّ بمواقف متنوعة ، منها المبهج ، و منها الصعب ،
و كذلك المحرج ، لكنها تبقى بلا شك دروســًـا و عبرًا ؛ إذ لا تنكر إحدانا
أثر التجربة و فوائدها ...
من هذا المنطلق أتمنى من كل معلمة أن تدوّن تجربتها في أيٍّ مـــــن
المواقف التالية :
1 / أول يوم حضرت فيه إلى المدرسة تحمل خطاب التعيين .
2 / أوّل حصة درستها .
3 / أول زائرة لها في الفصل .
4 / موقف صعب في المجال التعليمي .
5 / موقف محرج ( أيضـًـا في المجال التعليمي ) .
6 / موقف كان له الأثر في تقدمها كمعلمة .
سأعرض عليكن موقفين لمعلمتين طلبت منهما هذا الطلب :
الموقف الأول :
أول يوم حضرت فيه إلى المدرسة ، تقول المعلمة :
( شعور بالغربة و الخوف و الحيرة ، ترددت كثيرا في الدخول من بوابة
المدرسة ، و لكني دخلت بخطا متثاقلة ، لا أدري إلى أين تقودني قدماي ،
ثم سألت ( محرجة ) أول من صادفت عن موقع الإدارة المدرسية ، فأشارت
إلى باب في الزاوية . اتجهت إليه بأنفاس متلاحقة ، و نبضات شبه مسموعة ،
و أطراف مرتجفة ، و إذا بالغرفة تمتلئ بالموظفات ، فتساءلت في نفسي ،
تُرى من منهن مديرة المدرسة ؟ و إذا بإحداهن تتقدم لتسألني عما أريد ،
ثم مدت يدها مصافحة ، فوضعت في كفها خطاب التعيين الذي كاد أن يقع
من يدي المرتعشة لشدة اضطرابي ، و فجأة علت أصوات البهجة تلك الغرفة ،
كن يرددن بفرح : ( هذه بديلة أبلة أحلام ) في حين أني كنت على وشك البكاء ،
لكنهن يجهلن ما بداخلي من قلق و اضطراب ! ).
الموقف الثاني :
أول حصة درستها ، تقول المعلمة :
( قُرع جرس الحصة الأولى ، و كان قلبي قد قُرع قبله ، نهضت مسرعة ألملم
ورقـًـا قد تبعثر لمجرد سماع صوت الجرس ! أحمل كتابا و يسقط دفتر ، أين الوسيلة
التعليمية ؟ لم أعد أراها مع أنها بقربي !!
اتجهت إلى الفصل بعد أن تمالكت نفسي بجهد كبير ، ألقيت التحية على التلميذات ،
حاولت تذكر تمهيد الدرس الذي قضيت في إعداده وقتا طويلا ، لكني نسيت !!
التفتُّ إلى اللوح ، دوّنت التاريخ ، ما عنوان الدرس ؟ لا أتذكر !
عجبا ..! ماذا حدث ؟ الوقت يمضي .. تذكرت شيئا .. درس اليوم مراجعة لما سبقت
دراسته في العام الماضي ..
بدون تمهيد أو مقدمات .. افتحن الكتب لنجيب عن الأسئلة ...
((( في انتظار تجاربكن أخواتي لتسكن الطمأنينة قلوب المستجدات )))