النصيحه فن عُرف منذ وجود البشريه واتخذه الصالحون منذ الأزل لإصلاح مجتمعاتهم ويظهر ذلك جليا من خلال قصص الأنبياء مع أقوامهم وكيف كانت نصائحهم وطرقهم في
إبداء النصيحه.
كذلك نجد أن الله سبحانه وتعالى ذم بني إسرائيل لعدم قيامهم بواجب النصيحة فيما بينهم ،، فقد قال عز وجل: " لعن الذين كفروا من بني إسرائيل على لسان داوود وعيسى ابن مريم
ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون * كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه لبئس ما كانوا يفعلون".
وكان نبينا محمد صلى الله عليه وسلم خير من قدم النصيحه لأمته من خلال مواقفه واقواله وأفعاله ومن الأحاديث الداله عليها :-
عن تميم الداري رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
:- (إن الدين النصيحة إن الدين النصيحة إن الدين النصيحة قالوا لمن يا رسول الله قال لله ولكتابه ولنبيه ولأئمة المسلمين وعامتهم
الراوي: تميم الداري المحدث: ابن عبدالبر - المصدر: التمهيد - الصفحة أو الرقم: 21/284
خلاصة حكم المحدث: صحيح
إن إبداء النصيحه تساعد في إصلاح الفرد وتعطيه فرصة ليراجع أخطآءه ولكن من يتقن فن النصيحه التي غيبها الفرد إما لمصلحه أو لأن الأمر لايعنيه, ولكي نتقن فن النصيحه
علينا أن نتجنب
الأقفال الثلاثة التي تمنع النصيحة من الوصول إلى قلوب الآخرين .
النقد المباشر
كأن نقول للشخص المنصوح : أنتِ فوضوية أو كسولة أو لا تصلحين للقيام بهذا الدور
مما يتسبب في إيذاء مشاعر الآخرين وقد يؤدي بهم إلى الإصرار على أخطائهم .
الأسلوب الجارح
الجفاف في إسداء النصيحة والمبالغة في تضخيم الأخطاء واستعمال العبارات الجارحة
والكلمات الرديئه تجعل المنصوح يرى مايفعله صحيح ويتمسك برأيه أكثر ويصبح العناد سيد الموقف.
كقولك مثلا: -
نظمي وقتك وتذكري فشلك المتواصل في الالتزام بمواعيدك.
المجاهرة والتشهير
وذلك عند تقديم النصيحة في العلن .. فالإنسان يكره من يبرز عيوبه ويظهرها أمام الآخرين وكأنه يشهر به ويوبخه ..ولعل لنا في رسول الله أسوة حسنه عندما خطب على المنبر في
حادثة الأفك فبرغم حزنه الشديد على عائشه وماحصل لها في حادثة الإفك إلا أنه خطب بصيغة الإبهام دون أن يذكر أحد حرصا على مشاعر من يسمعه
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في حادثة الإفك : (ما بال رجال يؤذونني في أهلي ..)
وكان يقول وهو على المنبر: ( مابال أقوام يقولون كذا وكذا ) ولا يسميهم ولا يشهر بهم .
إن التلميح والتلطف في النصح منهج تربوي نبوي يسلكه المصطفى عليه السلام, وهو أولى من التصريح إن كان كافياً عنه, ومؤدياً إلى الغرض منه.
ويبقى الرفق, واللين ,والرغبة في الإصلاح, والخير أداة من أدوات التغيير,وقاعدة من قواعد التوجيه.
جددي أسلوبك و اكتشفي سر الشخصية الجذابة
بعض الناس يقبل النصيحة من شخص ولا يقبلها من آخر والسر يكمن في الأسلوب الجذاب الذي
يتمتع به الشخص الأول ..ويفتقده الشخص الآخر
فما الفرق بينهما.
هناك صفات تتمتع بهاالشخصيه التي تبدي النصيحه فيتقبلها الناصح بل ويعترف بخطأه إليك تلك الصفات: _
•الصدق في تمني الخير للمنصوح .
•اختيار الوقت المناسب لإسداء النصيحة .
•لفت النظر إلى الأخطاء تلميحا وبعبارات مهذبة .
•عدم البدء بالقول: أنتِ مخطئة أو مشكلتك أنك لا تعرفين حجم خطئك..
•أن نتكلم عن أخطائنا أولا ثم التعرض لأخطاء الطرف المقابل .
•أن لا نظهر عيوب من ننصحهم .
•البدء بذكر حسنات الشخص قبل التنبيه إلى أخطائه .
إذاً ندرك أن للنصيحه فنون علينا أن نتعلمها وندرب أنفسنا عليها لنستطيع إحياء الفضائل بين الناس وإصلاح بعض الأخطاء التي نراها فيمن نتعايش معهم محتسبين الأجر من الله.
انتهى الدرس
ملاحظه
النصيحه فن عريق لايتقنه الا من يريد الخلاص في النصيحه قاصدا بها وجه الله تعالى ونحن في درسنا لم نعطي هذا الفن حقه في الشرح والتوضيح فمن تريد الزياده فهناك محاضرات للشيخ محمد العريفي يتحدث فيها عن هذا الفن أنصحك بسماعه
هل تجيدين النصيحة ؟
اكتشفي ذلك من خلال إجاباتك على التالي
-إذا شاهدت إحداهن تسترق السمع إلى محادثة بين فتاتين فهل :
•تفاجئين تلك المتلصصة بوجودك لإحراجها .
•تخبرين الفتاتين أن ثمة من تستمع إليهن خلسة .
•تقدمين لها النصح وتبيني لها أن ما فعلته خلق ذميم لا يحسن بها فعله .
تعرفت على زميلة جديدة وبعد زمن اكتشفت أنها كذبت عليك في بعض المعلومات
التي أعطتها عن نفسها فهل :
•توجهين إليها اللوم والتقريع بسبب كذبها على انفراد .
•تفضحينها أمام الجميع وتظهرين كذبها أمامهم .
•تتجاهلين الأمر وكأنك لم تكتشفي شيئا لكنك تلمحين لهذا السلوك الشائن أثناء حواراتكما .
-أبدأ انتقاداتي للآخرين عادةً بكلمة :
•لقد صدر منك خطأ لا يغتفر ..
•مشكلتك أنك ..
•كلنا معرضون للوقوع في الخطأ
بالتوفيق للجميع