خص الله سبحانه وتعالى الأنسان بمَلَكَة التأمل أو خاصية التأمل ليتفكر فيما حوله وسبب وجوده .ان الانسان هو المخلوق الذي أنعم الله عليه بملكة التفكير، ومع
ذلك فإن معظم الناس لا يستخدمون هذه الملكة المهمة كما يجب، حتى أن بعض الناس يكاد لا يتفكر أبداً!..
كل انسان يمتلك قدرة على التفكر هو نفسه ليس على دراية بمداها، وما ان يبدأ الانسان باستكشاف قدرته هذه واستخدامها، حتى يتبدى له الكثير من الحقائق التي لم يستطع أن يسبر أغوارها من قبل. وهذا الأمر في متناول أي شخص، وكلما استغرق الانسان في تأمل الحقائق، كلما تعززت قدرته على التفكر. ولا يحتاج الانسان في حياته سوى هذا التفكر الملي والمجاهدة الدؤوبة من بعده..
ولتأمل فروع كثيره ومواضيع شتى ولكن في موضوعنا سوف نتحدث عن التأمل بصوره شامله لنستفيد من هذه الميزه العظيمه التي خص الله بني البشر بها وخاصة المسلمين.
ان التأمل هو احدى الطرق العملية لتهدئة الافكار الداخلية للسماح لنا بالشعور بحقيقتنا الطبيعية .
الله تعالى يدعو جميع عباده ليتفكروا ويتدبروا خاصة في آيات القرآن الكريم الذي أنزله الله لهذا الغرض. يقول جل وعلا:? كتاب أنزلناه اليك مبارك ليدّبروا آياته وليتذكر أولوا الألباب? ]ص:29 [،
ويمتدح الله تعالى عباده الذين يقودهم تدبّرهم وتفكّرهم الى إدراك الحقيقة وبالتالي الى مخافته سبحانه. فالمهم في الأمر كله اذاً أن يستطيع الانسان تطوير ملكة التفكر عنده وتعميقها أكثر فأكثر.
ان الانسان الذي لا يبذل جهده في التفكر والتدبر والتذكر يعيش في حالة دائمة من الغفلة،
لماذا كان أغلب الأنبياء والرسل رعاة غنم إن لم يكونوا كلهم عليهم الصلاة والسلام ؟؟؟
لأن راعي الغنم تتوفر له البيئة المادية والمعنوية للتأمل .
ان التفكر والتدبر لا يستدعيان مكاناً أو زماناً أو شروطاً محددة، فاالإنسان يمكن أن يتفكر ويتدبر خلال المشي في الشارع، عند توجهه الى مكتبه، خلال قيادته لسيارته، أو خلال عمله أمام شاشة الكومبيوتر، أو خلال جلسات السمر مع أصدقائه، وربما خلال مشاهدة التلفزيون أو حتى خلال تناول الطعام. او عن نومه وفي جميع اوقاته .
إخلاص النية لله عند التفكر
من أجل أن يعود التفكر بالنفع على الانسان ويهديه الى جادة الحق، يجب عليه أن يفكر دائماً بطريقة إيجابية ويخلص النيه لله في ذلك التفكر وأن تفكره وتأمله له أجر عظيم عن الله سبحانه وتعالى لذلك نجد انه سبحانه امتدح عباده الذين يتفكرون ويتاملون في اسرار الكون وفي انفسهم.
قال تعالى: {إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ * }
وقال : ( وأنزلنا اليك الذكر لتبيّن للناس ما نزل اليهم ولعلّهم يتفكّرون? ]النحل:44[
وكثير من الآيات التي لاتحصى يدعو الله سبحانه عباده للتفكر واتدبر.
ويري بعض علماء المسلمين ان التامل كان فرضا على الانبياء ولم يبعث نبي الا سبقت رسالته جلسات تامل طويلة كما حصل للنبي ابراهيم عليه السلام وهو يتامل النجوم والكواكب والافلاك ثم ابعد من ذلك كله . وما حصل للنبي صلى الله عليه وسلم من التحنث الليالي الطوال أي الذهاب للغار في الجبال والتفكير ثم الاتصال الصحيح بالنفس والكون . ان التامل صنعة الاقوياء .
فوائد التأمل
- شعور بالسلام الداخلي .
- شعور بالانسجامية بين الروح العقل والجسد .
- ترتيب الافكار وتسلسل الاولويات .
- الطمأنينة والهدوء .
- الترفيع عن سفاسف الافكار .
- اكتشاف المعاني العميقة للذات .
- اكتشاف رسالتك في الحياة .
- ترتيب الطاقة الداخلية .
لن ينتهي الموضوع عند هذا الحد سنفتح المجال للتفكر والتدبر هنا وسوف نحتسب الأجر فيما يُطرح هنا فهيا أخواتي نتأمل معا ونتدبر فيما حولنا وكل مناتذكر موقف تدبرت فيه عظمة الخالق ولنحتسب الأجر لأن في ذكر ذلك سيكون مجال لمن يقرأ الموضوع لتفكروالتأمل معنا
فهيا بنا نتأمل ونتدبر في خلق الله وعظمته