السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ...
الغالية على قلبي : ضيفة الحبيبة
قرأت تعقيبك على موضوعي [[ هل مرآتـي ضبابيـة ... أم في الكون أسرار ؟ ! ( هل حقا ً هؤلاء أشبـــاح ) ]]
فأحببت أن أعقب هنا ؛ لأوضح بعض الأمور ..
:
تعقيبك ....
لكن استوقفتني عبارة رأيت فيها تناقضا شديدا :
قولك " و أقول :
أما شرب الخمر أحد الصحابة و حين أقبل بعضهم لمسبته قال لهم رسولنا الكريم
( لا تعينوا الشيطان على أخيكم إنه يحب الله و رسوله ) أو كما قال ..!"
في صحيح البخاري : حدثنا يحيى بن بكير: حدثني الليث قال: حدثني خالد بن يزيد، عن سعيد بن أبي هلال، عن زيد بن أسلم، عن أبيه ، عن عمر بن الخطاب :
أن رجلاً على عهد النبي صلى الله عليه و سلم كان اسمه عبد الله ، و كان يلقب حماراً ، و كان يضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم ، و كان النبي صلى الله عليه و سلم قد جلده في الشراب ، فأتي به يوما فأمر به فجلد ، فقال رجل من القوم : اللهم العنه ، ما أكثر ما يؤتى به ؟ فقال النبي صلى الله عليه و سلم : ( لا تلعنوه ، فوالله ما علمت إلا أنه يحب الله و رسوله ) .
أرأيت هو لم يكن صحابيا و إنما رجلا من عامة القوم
فأصحاب رسول الله منزهون عن النقائص
قال تعالى : مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَ الَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَ مَثَلُهُمْ فِي الْإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَ أَجْرًا عَظِيمًا } (29) سورة الفتح
و قال عليه الصلاة و السلام في أصحابه :
" إذا ذكر أصحابي فأمسكوا و إذا ذكرت النجوم فأمسكوا و إذا ذكر القدر فأمسكوا "
بداية ً ...
لك ِ مني الشكر الجزبل على تنبيهك ... لكن ........
من المعلوم أن الصحابة رضوان الله عنهم ( بشر ) غير معصومين من الزلل ..!!!
و لعلك ِ تذكرين موقعة الجمل و صفين ؟ !
((((( لن أخوض كثيرا ً في أي شيء يمس الصحابة لكني سأذكّر فقط ببعض الأمور )))))
و فعلا ً .. من أشرت إليه كان صحابيا ً جليلا ً قد لا يحضرني اسمه و لم يتسنَ لي البحث كثيرا
لكني وجدت خير شاهد على أن الصحابة غير معصومين _ مع عدم انتقاصهم أو التعرض لهم بسوء _
قصة الصحابي الجليل ( أبي محجن الثقفي ) .. !
:
أولا ً ........
من هو الصحابي عند العلماء ... ؟؟!!
هل هو من لازم الرسول فقط ؟
هل من هو من رأى الرسول فقط ؟
هل هو من سمع بالرسول فقط ؟
هل يجب أن يكون الصحابي عالما ً ؟ !
خلف هذا الرابط ستجدين الجواب بإذن الله
http://www.islamweb....s...no=32&ID=82
:
ثم ...
من هو أبو محجن الثقفي و ما قصته ؟ !
أبو محجن مالك بن حبيب الثقفي ، ((((( سمع من النبي ـ صلَّى الله عليه و آله و سلَّم ـ و روى عنه ))))
، و حدث عنه أبو سعد البقال ، قال : سمعت رسول اللّه ـ صلَّى الله عليه و آله و سلَّم ـ يقول : أخوف ما أخاف عليكم على أُمّتي من بعدي ثلاث : إيمان بالنجوم ، و تكذيب بالقدر ، و حيف الأئمة.
ففي الاستيعاب : كان شاعراً مطبوعاً كريماً إلاّ أنّه منهمكاً في الشراب لا يكاد يُقلع عنه ، و لا يردعه حدّ و لا لوم لائم ، و جلده عمر بن الخطاب في الخمر مراراً و نفاه إلى جزيرة في البحر، و بعث معه رجلاً فهرب منه و لحق بسعد بن أبي وقاص بالقادسية و هو محارب للفرس ، و كان قد همّ بقتل الرجل الذي بعثه معه عمر ، فأحس الرجل بذلك ، فخرج فارّاً فلحق بعمر فأخبره خبره ، فكتب عمر إلى سعد بن أبي وقاص بحبس أبي محجن ، فحبسه.
و روى عن ابن جريج قال : بلغني أنّ عمر بن الخطاب حدّ أبا محجن الثقفي في الخمر سبع مرات ، و قال قبيصة بن ذويب : ضرب عمر بن الخطاب أبا محجن الثقفي في الخمر ثماني مرات ، و من رواية أهل الأخبار أنّ ابناً لأبي محجن الثقفي دخل على معاوية ، فقال له معاوية : أبوك الذي يقول :
إذا متُّ فادفنّي إلى جنب كرمة * تروّي عظامي بعد موتي عروقها
و لا تدفني بالفلاة فإننّي * أخاف إذا ما متّ أن لا أذوقها(1)
و قد عقد الحافظ الكبير عبد الرزاق باباً أسماه « باب من حدّ من أصحاب النبي و ذكره فيه » .
------------------------
المرجع // 1 - الاستيعاب :4 /1749. و لاحظ مصنف عبد الرزاق :9/243 برقم 17077.
:
..:: و قصته المشهورة رضوان الله عليه ::..
أبو محجن الثقفي رجل من المسلمين بل و من الصحابة ، و كان قد ابتلي بشرب الخمر .. و طالما عوقب عليها و يعود .. و يعاقب و يعود .. بل من شدة تعلقه بالخمر يوصي ابنه و يقول :
إذا مت فادفني إلى جنب كرمة ** تروي عظامي بعد موتي عروقها
و لا تدفني في الفلاة فإنني ** أخاف إذا مت أن لا أذوقها
فلما تداعى المسلمون للجهاد و لقتال الفرس في معركة القادسية خرج معهم أبو محجن .. و حمل زاده و متاعه .. ولم ينس أن يحمل خمرا.. دسها بين متاعه .. فلما وصلوا القادسية .. طلب رستم مقابلة سعد بن أبي وقاص قائد المسلمين ..
و بدأت المراسلات بين الجيشين ..عندها وسوس الشيطان لأبي محجن فاختبأ في مكان بعيد و شرب الخمر .. فلما علم به سعد غضب عليه و حرمه من دخول القتال .. و أمر أن يقيد بالسلاسل و يغلق عليه في خيمة .
فلما ابتدأ القتال و سمع أبو محجن صهيل الخيول .. و صيحات الأبطال .. لم يطق أن يصبر على القيد .. واشتاق للشهادة .. بل اشتاق إلى خدمة هذا الدين .. و بذل روحه لله .. و إن كان عاصيا .. و إن كان مدمن خمر .. إلا أنه مسلم يحب الله و رسوله .
و أخذ يترنم قائلا :
كفى حزنا أن تدخل الخيل بالقنى ** و أترك مشدودا علي وثاقيا
إذا قمت عناني الحديد وغلقت ** مصاريع من دوني تصم المناديا
و قد كنت ذا مال كثير و إخوة ** وقد تركوني مفردا لا أخا ليا
فلله عهد لا أحيف بعهده ** لئن فرجت لا أزور الحوانيا
ثم أخذ ينادي بأعلى صوته ..!!
فأجابته امرأة سعد ماذا تريد ؟
فقال: فكي القيد من رجلي و أعطيني البلقاء فرس سعد ، فأقاتل فإن رزقني الله الشهادة فهو ما أريد و إن بقيت فلك علي عهد الله و ميثاقه أن أرجع حتى تضعي القيد في رجلي ، و أخذ يرجوها و يناشدها حتى فكت القيد و أعطته البلقاء ، فلبس درعه و غطى وجهه بالمغفر ، ثم قفز كالأسد على ظهر الفرس .. و ألقى بنفسه بين يدي الكفار ..
علق نفسه بالآخرة و لم يفلح إبليس في تثبيطه عن خدمة هذا الدين .
و حمل على القوم برقابهم بين الصفين برمحه و سلا حه ، و تعجب الناس منه و هم لا يعرفونه و لم يروه بالنهار .. و مضى أبو محجن يقاتل و يبذل روحه رخيصة في ذات الله عز و جل .. نعم مضى أبو محجن ..
أما سعد بن أبي وقاص فقد كانت به قروح في فخذيه فلم ينزل ساحة القتال .. لكنه كان يرقب القتال من بعيد .. فلما رأى أبا محجن عجب من قوة قتاله ، و قال الضرب ضرب أبي محجن و الكر كر البلقاء و أبو محجن في القيد ، و البلقاء في الحبس ..!! فلما انتهى القتال عاد أبو محجن إلى سجنه و وضع رجله في القيد ، و نزل سعد فوجد فرسه يعرق فقال : ما هذا ؟
فذكروا له قصة أبي محجن فرضي عنه و أطلقه و قال : و الله لا جلدتك في الخمر أبدا ، فقال أبو محجن : و أنا والله لا شربت الخمر أبدا ...
فلله در أبي محجن .. لم تمنعه معصيته من الجهاد في سبيل الله
http://www.emanway.c...php?cid=3&id=40
:
حبيبتي في الله ضيفة ....
ليس أحد من البشر معصوما من الزلل إلا الأنبياء الكرام ..
و نحن إذا استشهدنا ببعض ما ذكره التاريخ من أخطاء الصحابة لا يعني أننا نذكرهم بسوء
فكما تعلمين .. من بعض أبواب العقيدة .. أن الصحابة يغفر لهم بأمور كثيرة و مناقب جليلة ..
::
:
فقط أحببت الإشارة للمقصود ..
و أتمنى أن أكون وفقت في توضيح المغزى ..
رضي الله عن نجوم الكون صحابة رسولنا الكريم إلى أن تقوم الساعة ..
و جمعنا بهم في عليين .. آمين ..
:
محبتك / قلبـ