بكل بساطة .....عن القصة القصيرة :

استاذتنا الغالية ..

هل يعتمد نجاح القصة على تذوق القارئ لها واستمتاعه وتأثره بها
إن كان ممن يهوى قراءة القصص ..؟؟؟

أم أن هناك من القصص ما تعتبر في المعايير ناحجة لكن لايكون

لها ذلك التأثير المرجو...؟؟

عزيزتي .. ( ولا أستذة بيننا )

نجاح القصةمرهون أولاً بتذوق القارئ لها وخروجه منها بالمتعة الكبيرة المبطنة بفائدة غير مباشرة

لأنه إن كانت مباشرة فقد خرجت من رداء القصة إلى الموعظة
فالفائدة يجب ألا تكون مفروضة على القارئ كما أن الفن بكافة أشكالة ليس مطلوباً منه أن يقدم حلولاًأو وصايا بل أن رسالته أن يثير الأسئلة

التي تدفع بالقارئ لإعمال عقله للبحث عن ذاته في أجوبته الخاصة

تلك رسالة الأدب الصادق وتلك مهمته السامية

والخلاصة أن القصة إذا لم تثر دهشة المتلقي فهي قصة فاشلة

نعم نحتار أحياناً أمام قصة مكتملة الشروط والخصائص ( أو العناصر التي ذكرتيها وحرّصت على الالتزام بها )
فنثني على كاتبها لقدرته الفذه على الالتزام بتلك الخصائص ونحزن لهذه القدرة التي لم تتكلل بالنجاح
لماذا ؟؟

لأن القصة إن لم تترك بنا أثراً متميزاً يدفعنا للتأمل والأسئلة فهي ليست بقصة معترف بها

بقي أن نقول أن المتلقي أيضاً على مستويات فقد يميل البعض للقطة إنسانية بارزة في نص ولا يهمه التكنيك الفني الذي استخدمه القاص

وقد يصعب على البعض الوصول لأثر نص ما لا لعيب في النص ولكن لقلة اطلاعه على هذا الفن المتنامي يومياً

عزيزتي الورد الأبيض
سأعرج اليوم بشكل سريع على ( ق. ق. ج )

ثم آتي بنموذج لنص مكتمل الشروط ( التي طرحتيها ) بالإضافة إلى ما تناولناه هنا من معايير

اتمنى أن نتشارك في البحث عن جوانب جودته بعدها سنذهب جميعاً لنصوص الزميلات لمحاولة تقييمها معاً ( إلا إذا رأيتم غير ذلك )


على فكرة الأسئلة التي تلقيتها هنا منك ومن غيرك هي ما حفزني على الاستمرار

دمت بود

بكل بساطة .. القصة القصيرة 5

عن القصة القصيرة جداً ( ق.ق.ج)


هذا النوع من القص من أصعب الفنون الأدبية ولذلك نجد أصحابه المبدعين فيه نادرين

هو أشبه بقطعة كيك نادرة نأكلها ثم نسعى جاهدات للبحث عن طريقة صنعها لشعورنا أن الطريقة سهلة والنتائج مدهشة لكننا نفاجأ أنه رغم سهولتها سيكون من الصعب علينا إعدادها إلا بالمراس الطويل والفشل المتراكم ولكننا في النهاية سنتقنها ( لا صعب على الإنسان المكافح )

وإذا كنا قد قلنا أن القصة القصيرة هي ابنة الحكاية التي عرفها التاريخ الأدبي فـالقصة القصيرة جداً هي ابنة الخبر في تراثنا الأدبي مما يؤكد أننا نستمدها من تراثنا وليس كما يدعي البعض أنها جاءتنا من الغرب

وكلنا نذكر الأخبار التالية
الخبر الأول ( أحمقان وثالثهما )
حُكي أن أحمقيْنِ اصطحبا في طريق، فقال أحدهما للآخر: تعالَ نتمنَّ على الله، فإنَّ الطريقَ تُقطعُ بالحديث.
فقال أحدُهما: أنا أتمنّى قطائع غنم أنتفعُ بلبنِها ولحمها وصوفِها.
وقال الآخر: أنا أتمنّى قطائعَ ذئابٍ أرسلُها على غَنمِكَ حتى لا تتركَ منها شيئاً.
قال: ويحكَ! أهذا من حقِّ الصحبةِ وحُرمة العشرةِ؟!.
فتصايَحا، وتَخَاصَما، واشتدّت الخصومةُ بينهما حتى تماسكا بالأطواق، ثمَّ تراضَيَا أنَّ أولَ منْ يطلعُ عليهما يكونُ حكَماً بيْنهما، فطلع عليهما شيخٌ بحمارٍ عليهِ زقَّانِ منْ عسل، فحدّثاه بحديثِهما، فنزل بالزّقّين وفتحهما حتى سال العسل على التراب، وقال:
صَبَّ اللهُ دمي مثلَ هذا العسلِ إنْ لمْ تكونا أحمقين

الخبر الثاني ( مجنون بني عجل )

حُكِي أن الحجاج خرج يوما متنزها، فلما فرغ من نزهته صرف عنه أصحابه وانفرد بنفسه، فإذا هو بشيخ من بني عجل، فقال له: من أين أيها الشيخ؟ قال: من هذه القرية. قال: كيف ترون عمالكم؟ قال: شر عمال؛ يظلمون الناس، ويستحلون أموالهم. قال: فكيف قولك في الحجاج؟ قال: ذاك، ما ولى العراق شر منه، قبحه الله، وقبح من استعمله! قال: أتعرف من أنا؟ قال: لا. قال: أنا الحجاج! قال: جُعلت فداك! أو تعرف من أنا؟ قال: لا. قال: فلان بن فلان، مجنون بني عجل، أصرع في كل يوم مرتين. قال: فضحك الحجاج منه، وأمر له بصِلة
الخبر الثالث

قال الجاحظ: ما أخجلتْني إلاَ امرأة مرتْ بي إلى صائغ، فقالت له: اعملْ مثلَ هذا، فبقيتُ مبْهوتاً، ثم سألْتُ الصَّائغَ، فقالَ: أرادتْ هذه المرأةُ أنْ أعملَ صورةَ شيْطان، فقلتُ: لا أدري كيفَ أُصوِّرُهُ، فأتَتْ بكَ إليَّ لأصوِّرَهُ على صورتكَ

كيف نعرف هذا النوع من القص

القصة القصيرة جداً هي نوع من القص المثير والقصير جدا قد لا تتجاوز الأسطر الثلاثة وإن تجاوزت لم تتعد الـ 100 كلمة

ومع ذلك فهي تعتمد على عناصر القص من شخصيات وأحداث وزمان ومكان وحبكة ونهاية و نراها تمتاز بقدرتها على التكثيف الدلالي، وإثارة التأويلات المختلفة، وعنصر المفارقة فيها يُحكٍم استراتيجية النص التي يبغي الكاتب أن يُبرزها بوعي

هي أشبه بالومضة في جومعتم وتعتمد بشكل كبير على حساسية القاص وقدرته على اختزال الفكرة بأقل عدد من الكلمات دون أن يغفل أي جزء من أركان القص والدهشة هنا من أبرز ملامح القص

مثال


هذه الصفحة

مع كل الإشارات الصفراء والحمراء في دروبي

لا أستبعد أن أفتح شرفة في بيتي ذات صباح

فتفاجئني لوحة خضراء
لتعلن : ..هذه الصفحة غير مسموح بها
فضلاً عبئي النموذج إن كنت ترين ضرورة فتح هذه الشرفة !!

رائــع ؟

بل أكثر ..

مرحبا بك أيتها الفاضلة / سنابلهم

جهود تشكرين عليها

ومأجورة بإذن الله

معك أبحرت في عباب القصة القصيرة بكل استمتاع

لعل الله يمن علينا باستخراج قصة قصيرة من الوجدان .

أشكرك كثيرا

و أشكر من أهدتك ِ لنا .

معلومات قيمة قدمتها لنا الاستاذة .. سنابلهم


بارك الله في علمها وأجزل ثوابها..


ونظل نطمع في المزيد ولا نظنها ستبخل علينا به ..لكن نقدر انشغالها


ومسؤولياتها الكثيرة ..


كل الشكر لك غاليتنا ...

لقد استفدت كثيرا

اطمع بالمزيد....

فهل للكريم ان يمن بكرمه علينا......

جزاك الله خيرا...

ونحن بانتظار الكثير.......

ولكِ تحيتي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

فن النقد
ليكن نقدك لأخيك و أو لأي أنسان آخر نقدا بينيا أي لا تنقده أمام الآخرين , حتى لو كان نقدك هادفا وبناء وموضوعيا , لأن النقد أمام الآخرين ممّن لا علاقة لهم بالموضوع قد يدفع الطرف الآخر الى التشبث برأيه , أو الدفاع عن نفسه ولا نقول عن خطئه , ولذا جاء في الحديث الشريف ( من وعظ أخيه سرا فقد زانه ومن وعظه علانية فقد شانه).

ان النقد حالة تقويم , حالة وزن بالقسطاس المستقيم , وكلما كنت دقيقا في نقدك , بلا جور ولا انحياز ولا تعصب , ولا افراط ولا تجاوز , كنت أقرب الى العدل والانصاف , وبالتالي أقرب الى التقوى , قل في منقودك ما له وما عليه , قل ما تراه فيه بحق ولا تتعدّ ذلك ف.. ( من بالغ في الخصومة أثم ) .

اجمع الايجابي الى السلبي .. بمعنى :
حيث تبدأ بالايجابي فتشيد به وتثمّنه ثّم تنتهي بالسلبي , وبهذه الطريقة تكون قد جعلت من الايجابيات مدخلا سهلا للنقد , لأنك بذلك تفتح مسامع القلب قبل الأذنين ليستمع الآخر الى نقدك أو نصيحتك , كأن تقول له : انه جيد وطيب وصالح ومحترم , لكن ثمة مؤآخذات لو انتبه اليها لكان أكثر حسنا وصلاحا .

قد يكون السلبي لدى أحد الأشخاص أكثر من الايجابي بحيث يغطي عليه , ويكون الايجابي نادرا للدرجة التي يتعيّن عليك أن تبحث عنه أو تنقب عنه تنقيبا , فلا تعدم المحاولة , لأن ذلك يجعلك في نظر المنقود كريم الطبع ....
( فلقد مرّ سيدنا عيسى عليه السلام وحواريوه على جثّة كلب متفسّخة , فقال الحواريون :

ما أنتن جيفة هذا الكلب !
فقال عيسى عليه السلام : انظروا الى أسنانه ما أشدّ بياضها .

لقد كان الحواريون محقيّن في نقدهم للجثة المتفسخة التي تنبعث منها روائح كريهة , لكنّهم ركّزوا على السلبي ( الطاغي ) على الجثة , أما المسيح عليه السلام فكان ناقدا لا تفوته اللفتة الايجابية الصغيرة حتى وان كانت ( ضائعة ) وسط هذا السلب من النتانة .

هذا درس نقديّ يعلّمنا كيف أننا يجب أن لا نصادر الايجابية الوحيدة أو الصغيرة اذا كان المنقود كتلة من السلبيات .

أعطي المنقود فرصة الدفاع عن نفسه , حتى ولو كوّنت عن شخص صورة سلبية , فلا تتعجّل بالحكم عليه ... أعطه فرصة كافية ليقول ما في نفسه ويدافع عن موقفه , كأن تقول له مثلا : لقد بلغني عنك هذا , وأترك له فرصة الدفاع وتقديم الافادة , أي افعل كما يفعل القاضي العادل فهو يضع التهمة بين يدي المتهم ويعطيه فرصة الدفاع عن نفسه وموقفه , امّا مباشرة أو عن طريق محامي , فلا تأتي كلمة القضاء الفصل الا بعد أن يدلي الشهود بشهاداتهم , والمحامي بمرافعته , لكي لا يُغمط حق المتهم .


لا تكن لقّاطا لعثرات المنقود ....التقاط العيوب وتسقّط العثرات وتتبّع الزلاّت , وحفظها في سجل لا يغادر صغيرة ولا كبيرة , بغية استغلالها ذات يوم للايقاع بالشخص الذي نوجّه نقدنا اليه ...خلق غير اسلامي , فقد جاء في الحديث ( ان أقرب ما يكون العبد الى الكفر أن يؤاخي الرجل الرجل فيحصي عليه عثراته وزلاّته ليعنّفه بها يوما ما ) .

فن النقد...

--------------------------------------------------------------------------------



النقد كلمه جميله.تعني التنبيه لأجل الأصلاح..وبالتالي الكل يدرك مدى اهميتها لكل انسان مهما بلغت درجت ثقافته ومعرفته باي مجال كان ..فعبر النقد يستطيع ان يعرف اخطاءه التي لم ينتبه اليها وكان يعتقد انها صوابا وبالتالي يتداركها بالتصحيح...ايضا بالنقد يستطيع ان يرى انماطا ونماذجا من الرؤى ووجهات النظر فيتأملها جميعا ويقارن بينها ويختار منها الشيء الذي يوجهه للصواب ..حيث توجهه هذه الأراء وتنبهه بما خفي عليه فيدرك ذلك . ولو تراجع عن رأيه السابق فلا ينقص منه ذلك بل يزيده تميزا وابداعا...اذا النقد عامل هام جدافي حياة كل شخص .وهو عباره عن نصيحه مجانيه يغلب عليها اضهار مكامن السلب والأخطاء التي لم يتنبه لها الشخص الذي وجه له النقد..شريطة ان يكون نقدا صادقا يهدف الى التدارك والأصلاح .وليس هجوما يحمل اسم النقد....هذا النقد لكي يكون مثمرا ومقنعا ولكي يصل الى الشخص الذي وجه له بأسلوب صحيح ومقبول..لابد ان يتحلى بأدوات وفن معينين ...فليس من المعقول ان يكون الباب مفتوحا على مصراعيه .هكذا لكل من اراد ان يحقق شيئا في نفسه البسه ثوب النقد واطلق العنان للسانه او جند قلمه لذ لك وسمى ذلك نقدا...من وجهة نظر شخصيه .ارى ان من فن النقد مراعاة مايلي.من ادواته..

1- ان يكون الناقد مقتنعا بوجود امر سلبي يستحق النقد من وجهة نظره في شخص ما.فيرى انه لم ينتبه اليه فيرشده اليه وينبهه ليراجع نفسه ويتدارك ذلك ويصححه ..ويكون هذا هدفه الأساسي من النقد ..فلا يكون الأمر مبني على سوء النيه ويهدف لأغراض شخصيه في نفسه فيصبح الأمر مجرد تشفي.وبالتالي يكون همه فضيحته.. وليس ارشاده.الى اخطاءه اولنقل مواطن التقصير لديه..

2-ان يكون الناقد ملما وعالما بما يقول وبما ينتقد ..فليس من المقبول المجادله في شيء لم يتمرس فيه ولم يفهمه وليس لديه درايه اومعرفه كافيه فيه وفي خفاياه ويكون مبرره الوحيد.مجرد ان هذا الأمر لم يعجبه ..فلن يكون مقنعا في هذه الحاله بتاتا..ففاقد الشيء لايعطيه..

3-ان يكون لدى الناقد الأستعداد لقبول .انه قد لايسمع له وقد يوجه رد اوردود لاتعجبه ..فمهم جدا التحلي بالصبر والأيمان بالرأي الأخر وقبول ردة الفعل ايضا..فليس مطلوب من الجميع وليس مجبورين ان يستمعوا لك ويأخذوا برأيك .فأنت تبذل مالديك وتحاول الأقناع بالحسنى .اما القبول من عدمه فهذا بيد الله تعالى....

4- ليس ضروريا ان كل مايقوله الشخص الناقد دائما هو الصواب وراي غيره هو الخطأ...فترى الصواب في شيء غيرك يراه خطأ والعكس صحيح ..فرأيه صواب يحتمل الخطأ وراي غيره خطأ يحتمل الصواب...فلا يغضب لمجرد ان يخالفه احد الرأي ..ولكن يكون مستعدا لقبول وجهات النظر والمحاوله بالأقناع الأخوي وبحسن النيه ..واذا ثبت ان رأيه عكس الصواب فلا يعيبه ان يتخلى عنه ويتراجع عن نقده.فهنا سر التميز والأبداع ومنتهى الحكمه ..

5- على الشخص الناقد كما يريد ان ينتقد يجب ان يكون ممن يقبل النقد على نفسه من الغير وليس من الذين يحبون ان يكونوا منتقدين فقط ولا يرضون ذلك على انفسهم ويرون انهم فوق النقد ولا يؤمنون بالرأي الأخر بل يؤمنون فقط في المديح والمباركه لما يقولون .وهنا قمة الغرور والسذاجه وانعدام الحكمه...فما يرضاه الأنسان لنفسه لابد ان يرضاه لغيره ..وكما يرى في الغير من اخطاء وسلبيات فليتوقع ان هناك من يرى فيه سلبيات واخطاء ايضا وقد ينتقده فيها.فليقبل ذلك برحابة صدر ...بذلك ومن خلال هذه الأدوات يكون انتقادك للغير منطقي ومهيأ لقبوله من الغير والترحيب به ان شاء الله ........

شكرا مودة على هذه الإضافة الهامة

الشكر لله وحصل لنا الشرف بمعرفتك اختي سنابلهم وكل العام وانت بخير عيد اضحى مبارك...

جهود رائعة بارك الله فيكم ..
لكن لدي استفسار :

كيف لي أن اتي بأفكار كي أكتب قصة ؟
وكيف أحضر أحدائها ؟

مشكورين جميعا على كل هذة المعلومات الطيبة
وننتظر المزيد
بارك الله فى الجميع
وكل عام وانتن بخير

همسة وفاء لعطاء أنامل السنابل

مع أمل بعودة مجددة وتقديم المزيد من إيضاءات فن كتابة القصة

لازلنا نرغب بالتعلم

هل تمدي يدك لنا استاذتنا الفاضلة سنابلهم

عميــق ودي .

شكرا