&فضل العبادة وقت الفتن&
معقل بن يسار المزني قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:- (العبادة في الهرج ، كهجرة إلي)
الراوي: معقل بن يسار المزني المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 2948
خلاصة حكم المحدث: صحيح
فكما أنَّ المهاجر فرَّ بدِينه ممَّن يصده عنه إلى رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - كذلك الذي انشغل بالعبادة، فرَّ عن الناس بدِينه إلى عبادة ربه مهاجرًا إلى الله؛
والعمل الصالح وسيلةٌ للثبات عندَ الفتن التي يضطرب الواحدُ فيها ويتشكَّك من أمرها، فيُمسي على حال ويُصبح على أخرى، ويرى وكأنَّه في حُلْم؛ قال الله تعالى: ﴿ وَلَوْ أَنَّا
كَتَبْنَا عَلَيْهِمْ أَنِ اقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ أَوِ اخْرُجُوا مِنْ دِيَارِكُمْ مَا فَعَلُوهُ إِلَّا قَلِيلٌ مِنْهُمْ وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتًا ﴾ [النساء: 66].
وهذه الأعمالُ الصالحة والعبادة عمومًا حصانةٌ لنفس المرء وداخلِه مِن الظروف البيئيَّة المحيطة به، حتى لا تؤثِّر فيه؛
وقال ايضا صلى الله عليه وسلم:
((بادروا بالأعمال الصالحة، فستكون فتنٌ كقِطع الليل المظلِم، يصبح الرجل مؤمنًا، ويُمسي كافرًا، ويمسي مؤمنًا ويصبح كافرًا، يبيع دِينه بعرَض من الدُّنيا))؛ رواه مسلم.
وكان - صلَّى الله عليه وسلَّم - إذا حزَبَه أمر - نابه وألَمَّ به أمرٌ شديد - صلَّى؛ رواه أبو داود.
والصبر في وقت الفتن هو سبيل المسلم ,إنَّ الثبات على الأمر، مهما كانتِ الظروف صعبة وقاسية، واحتمال المشقَّة في ذلك هو مفهومُ الصبر؛ قال الله تعالى: ﴿ وَجَعَلْنَا بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ فِتْنَةً أَتَصْبِرُونَ وَكَانَ رَبُّكَ بَصِيرًا ﴾ [الفرقان: 20]، فلا يعني الصبرَ والاستسلام للأحوال السيِّئة لكنَّه يعني: عدمَ اللجوء إلى الحلول السريعة التي تظهر قويَّةً مندفعة، لكنَّها يعقبها الندامة، وتتعقد بسببها المشاكل، فتُحدِث اليأس والإحباط في النفوس.
الدُّعاء والتضرُّع في الفِتن:
الضَّراعة من أسبابِ كشْف الغُمَّة وتفريج الكُرُوب؛ قال الله تعالى: ﴿ وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَى أُمَمٍ مِنْ قَبْلِكَ فَأَخَذْنَاهُمْ بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ ﴾ [الأنعام: 42]، وقال تعالى: ﴿ وَمَا أَرْسَلْنَا فِي قَرْيَةٍ مِنْ نَبِيٍّ إِلَّا أَخَذْنَا أَهْلَهَا بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَضَّرَّعُونَ ﴾ [الأعراف: 94].
عندما تحلُّ الفتَن ولا يَدري المرء أحيانًا ماذا يعمل، يغفل كثيرٌ عن أعظم سِلاح كان عُدَّةً الأقوياء مِن الأنبياء والصالحين على مرِّ الزمان، قال سبحانه عن نبيِّه نوح ﴿ فَدَعَا رَبَّهُ أَنِّي مَغْلُوبٌ فَانْتَصِرْ ﴾ [القمر: 10]، وقال - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((أعْجَزُ الناس مَن عجَز عن الدعاء))؛ صحيح الجامع.
وعلينابالدُّعاء بطلب الحماية مِن شرِّ الفِتنة أن يطالنا شرُّها بسوء؛ قال - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((تعوَّذوا بالله من الفِتن، ما ظهَر منها وما بطَن))؛ رواه مسلم.
التراحم والتكاتف والتعاطف:
قال - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((مَثَل المؤمنين في توادِّهم وتراحمِهم وتعاطفهم مَثَل الجسد؛ إذا اشتكى منه عضوٌ تَدَاعى له سائرُ الجسد بالسَّهَر والحمَّى))؛ رواه مسلم.
ويحتاج أخواننا المسلمين المستضعفين منا الدعاء فلا نبخل عليهم
اللهم صلِ وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم